للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يصيب بهن خلود اسمه ... وهن قرابينه الضائعة

ولكن بيليتس تريد أن تنتقم لنفسها ولأترابها، وتطلب النزول إلى الأرض.

لنشرب من دم هذا الفتى ... مصفى الرحيق بأكوابنا

ونجعل من حشرجات الرجال ... تحية شاد لأنخابنا

ولكن تاييس تدرك أن الجمال والحب يضيع عالمهما بدون الشعراء والفنانين فتقول:

إذا خلت الأرض من طيرهم ... فمن ذا يحي الجمال القسيم؟

فتغضب بيليتس وتعود إلى حبها المعروف، كما أوحته (أغاني بيليتس)، هذا الحب الذي ليس به حاجة للرجال!!

وهنا تستعر المشادة بين وتاييس وبيليتس، هذه تميل إلى كل هوى بين أثنين، وتلك تمثل هوى المرأة المتعلق بالرجل، وترى هذا الهوى ضرورة لا مناص منها لحياة الفنون. والجمال وحده هو الذي يهذب قلب الرجل، وينيم فيه الشرس المستخف!

وبعد محاورة تختلف ألحانها بين هؤلاء، يعود الإله - هرميس - الذي ترك الشاعر على أفق الأرض، فيرى حورياته في غضب وثورة، فيصف لهن هذا الفنان الذي ساء أمره عندهن، وفي وصفه أروع ما وصل إليه فنان وهو يتحدث عن الفن. . .

الفنان عنده. . .

يسف إلى حيث لا ينتهي ... ويسمو إلي قمة لا ترام

ويُسقى بكأس إلهية ... مرنقة بالهوى والأثام

هو المرح الشارد المستهام ... شرود الفراشة عند المساء

ولعلك تلمس معي هذه القطعة المزدحمة باللمحة الفنية التي تظن أنها لا تنزل إلا على الشعراء الملهمين

أرته السماء أعاجيبها ... وروته من كل فن بديع

فضن بلألاء هذا الجمال ... وخاف على كنزه أن يضيع

أبي أن يبدده ناظراه ... فأطبق جفنيه ما يستطيع

فإن شارف الأرض نادت به ... ففتح عيناً كعين الربيع

أتستطيع أن تحدد لي عين الربيع هذه؟ ألمست معي هذه الدنيا من الرفيف والألوان

<<  <  ج:
ص:  >  >>