للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نؤمن بأن على العلم أن يشجع الصناعة وينير أمامها السبل، ويخلق الوسط الصناعي الخصب، فإمكانيات البلاد الصناعية واسعة النطاق ومواردها موفورة الغنى وإنما تعوزها القرائح الكبيرة تستغلها بشكل علمي دقيق وعلى نظام اقتصادي مثمر

لا يقل أثر الدولة في تأمين البيئة العلمية عن أثر الصناعة إن لم يزد عليه. وقف البرنس ألبرت زوج الملكة فكتوريا يقول في خطبة الرياسة للجمعية الملكية سنة ١٨٥٩ (قد يحق لنا أن نرجو أننا بانتشار العلوم التدريجي وتزايد الاعتراف به كجزء جوهري من ارتقائنا الوطني - نجد رجل الحكومة والجمهور بنوع عام يعترفون أن العلم حقيق باهتمامهم فسيترفع عن التسول ويخاطب الحكومة كما يخاطب ولد عزيز والده واثقاً أنه يجيبه إلى ما فيه نفعه؛ وأن الحكومة تجد في العلم ركناً من أركان قوتها وفلاحها، وإن مصلحتها الذاتية تضطرها لتعزيزه)

وقال الرئيس هوفر (إن علماءنا أغلى مقتنياتنا القومية التي نملكها، وكل مبلغ ضئيل إزاء عمل هؤلاء الرجال. إننا لا نستطيع أن نقيس ما عملوه لترقية العمران بكل أرباح البنوك في جميع أنحاء المعمورة)

بمثل هذه الروح يجب أن تبدأ الدولة نضالها في سبيل نشر الثقافة العلمية العالية. وواجب الحكومات عندنا ثقيل باهظ، لأن الجمعيات العلمية ومعاهد التعليم والشركات الصناعية ورجال الإحسان يساهمون بقسط وافر من التعضيد والتشجيع في بلاد الغرب، أما حكوماتنا فتقف وحدها في هذا النضال لا معين لها من الخارج

على الحكومة أن ترصد الأموال راضية مغتبطة دون أن تؤذيها خسارة ما، فكل البذر لا ينمو، لأن من الحب ما يقع على الصخور أو يلتقطه الطير، ولكن أغلبه يلقى في التربة الصالحة. وإذا ما وكل هذا الإنفاق لرجال الاختصاص فلا شك أنهم يركزون عنايتهم في النواحي المفيدة الواضحة الأثر، لأنهم سيعلمون حق العلم أن مواردنا لا تتحمل الإسراف والترف

على الحكومة أن تنشئ المختبرات في الطبيعة والكيمياء وعلم الحياة والطب، وعلوم الهندسة المدنية والكهربائية والميكانيكية. . . الخ؛ وتجهز هذه المختبرات بالآلات العلمية الدقيقة التي أصبحت ضرورتها كضرورة العقل العلمي نفسه، ثم تسلم هذه المختبرات إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>