للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فكاهة في غاية من العذوبة، ولكنها تحتاج إلى شرح، فأكثر القراء لا يعرفون حكاية جر الحبال.

أظنهم يعرفون، فلنُعف هذه الفكاهة من الشرح، لئلا تَبُوخ!

الحرية، الحرية!

وقف (المترو) ظهر اليوم عند مدخل مصر الجديدة، ثم طال به الوقوف، فنزلت لأعرف السبب، فرأيت قطارات كثيرة يعاني ركابها مثل ما نعاني من التعطيل، وكان السبب أن قطاراً أُصيب بعطب فعطَّل جميع القطارات

والتفت فرأيت الأستاذ سعد اللبان ينتظر مع المنتظرين، فوجهت نظره إلى الفرق بين (المترو) و (الأوتوبيس)

- أتريد يا دكتور أن تستغل هذا المنظر لكلمة في مجلة (الرسالة)؟

- أنت تعرف يا صديقي أني أنتفع من جميع مشاهداتي!

- وماذا ترى في هذا المنظر مما ينفع؟

- سأقول لقرائي وأقول. . . سأقول: إن (المترو) حين يُعطِّب منه قطار تُعطِّل جميع القطارات، ولا كذلك الأتوبيس

- أوضح ما تعنيه بعض الإيضاح

- المترو يسير في طريق مرسوم تحدده هذه القضبان، فهو في حقيقة الأمر مسجون؛ أما (الأتوبيس)، فيسير في الطريق كيف شاء، وهو لا يعطل أخاه إن أُصيب بعطب في الطريق

- وإذن؟

- وإذن تكون الحرية أساساً لكل فلاح

- ثم ماذا، على حد تعبيرك؟

ثم تكون الأخلاق الفردية والقومية مما يتأثر بالتفاوت في مثل هذا النظام؛ فالرجل الذي يسير على منهاج واحد طول حياته يُعطّل عن المسير من وقت إلى وقت، والأمة التي تلتزم خطة واحدة في حياتها السياسية والاقتصادية تعطل عن الانتفاع بما يجد في الدنيا من تطورات وتغيرات

<<  <  ج:
ص:  >  >>