للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- أنت إذن لا تقول بالثبات على المبدأ

- المبدأ هو الغاية، وهي لا تختلف، والوسائل هي الطرائق، والطرائق تختلف من يوم إلى يوم باختلاف الظروف

- ولكن الناس لا يفرقون بين الوفاء للغايات والوفاء للوسائل!

- وهل فهم الناس جميع الدقائق في الأخلاق الفردية والقومية؟

ثم سار المترو فانقطع الحديث. . .

شيطنة مصرية

تغربت عن وطني عدداً من السنين، وعرفت الناس من جميع الأجناس، فما رأيت أذكى من المصريين. ولو دُوِّن ما يتندَّر به السامرون بالأندية المصرية في أسبوع واحد لكان ثروة أدبية تقتات بها أجيال وأجيال

وأذكر شاهدين اثنين يتصلان بشخصي، وفيهما الكفاية لمن يريد إدراك بعض الجوانب من الشيطنة المصرية:

١ - تفضلت حكومة العراق فمنحتني وسام الرافدين، فكتبت الجرائد كلمات لطيفة بينت فيها أن الحكومة العراقية أرادت أن تثيبني على ما بذلت من الجهود في توكيد الصلات بين مصر والعراق؛ ولكن إحدى المجلات اهتدت إلى السبب الصحيح فقالت: إني مُنحت ذلك الوسام جزاء بالرحيل عن بغداد!!

وتلك نكتة أدق من السحر الحلال!

٢ - الأستاذ الزيات يحرص على أن أكتب في (الرسالة) بدون انقطاع. وكان المفهوم عندي أن الأستاذ الزيات يراني من أمراء البيان، ولكن إحدى المجلات قد اهتدت إلى السبب الصحيح فزعمت أن الأستاذ الزيات قال أنه يستغني بمقالي عن صحيفة اللطائف والطرائف!

والحمق المصري أجمل من العقل، ومجانين مصر هم الغاية في لطف الذوق وخفة الروح

والمأمول أن يكون هذان الشاهدان من فنون المزاح، فلا يحق ما يترتب عليهما من أحكام لها في ساحة الظلم مكان

مسابقة الأدب العربي

<<  <  ج:
ص:  >  >>