ضرغام بن عامر فطرده من القاهرة وتولى الوزارة بعده.
وقد ذهب شاور إلى الشام مستنجداً بالملك الصالح نور الدين محمود زنكي أمير حلب، الذي أمده بجيش يقوده أسد الدين شيركوه (عام ٥٥٩هـ) فانتصر على ضرغام وتبوأ منصب الوزارة من جديد.
ولكن ما عتم أن تنكر لحلفائه وخان عهد من نصروه، واستعان بملك الإفرنج صاحب بيت القدس على محاربتهم وطردهم؛ وبعد مناوشات وحرب وحصار انسحب شيركوه مرتداً بجيشه إلى الشام.
وفي أثناء هذه الحوادث كان يبدو ميل الرشيد إلى نصرة شيركوه، وقد جرت بينهما مكاتبات انتهى أمرها إلى شاور فحنق عليه حنقا شديداً وجد في طلبه ولكنه اختفى. . . واعتقل شاور المهذب - أخا الرشيد - لنفس التهمة. ولم يجد لديه ما استعطفه به من رقيق الأشعار، حتى التجأ إلى ابنه أبو الفوارس شجاع ابن شاور - وكان كريم النفس خيرا - فتقبل منه مدائحه التي بعث بها إليه من معتقله، وعنى بأمره أبلغ عناية، حتى تمكن من إخراجه من محبسه، ثم ضمه إليه ورفه من حاله واصطنعه. . . ولم يمتد حبل الحياة بالمهذب بعد هذا طويلاً فمات في ربيع الثاني من سنة ٥٦١ هـ
وفي عام ٥٦٢ هـ عاد شيركوه إلى مصر فاستولى على الجيزة وهزم الإفرنج في الصعيد، ثم مضى إلى الإسكندرية فافتتحها، وجعل عليها ابن أخيه صلاح الدين يوسف. ولما عاد شيركوه إلى الصعيد حاصرت عساكر الإفرنج والمصريين مدينة الإسكندرية؛ وقد جاهد صلاح الدين في سبيل الاحتفاظ بها ثلاثة أشهر. وظهر أثناء ذلك أبو الحسين الرشيدي بعد أن طال اختفاؤه، واقبل يقاتل بين يدي صلاح الدين بسيفه؛ ولم يزل معه حتى تم رفع الحصار باتفاق أجراه الطرفان إثر عودة شيركوه، وبذلك تم انسحاب عسكر الشام
القبض على الرشيد ومقتله
لم يمض غير يسير على الحوادث حتى وقع الرشيد في قبضة شاور وكان حقده عليه بالغاً. قال ياقوت:(اتفق أن ظفر به على صفة لم تتحقق لنا، فأمر بإشهاره على جمل، وعلى رأسه طرطور، ووراءه جلواز ينال منه) وقد رؤى على هذه الحال الشنيعة وهو ينشد: