للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

خذوا وصفها عني فلي في ضميرها ... مكان الضريم الحر يكتنُّ في الزنَّد

ولا عيبَ فيها غير أنَّ نسميها ... يزيد سعيرَ القلب وقداً إلى وقد

يُحِدُّ شعوري بالوجود فاغتدى ... أحدَّ سماعاً من قُوى آلة الرَّصد

أسجل فيها ما أشاء من المنى ... ومن خطرات الروح للشاعر الغِرْد

وأنقل عنها في ضُحاها وفجرها ... أفانين أشتاتاً من الهزل والجِدِّ

إذا اجتمع السُّمار فيها رأيتهم ... ملائك توصي بالوثيق من العَقد

وإن طَرِبوا ليلاً وللقلب حقهُ ... حسبتم جنّاً أقيلوا من القِدِّ

هُيامي بها لم يُبق للعقل من شدىً ... بلألائه في غمرة الوجد استهدى

مدينةُ من هذي؟ مدينةُ ساحر ... يرى طيبها النفَّاح أذكى من النَّد

مدينة من هذي؟ مدينة ناسك ... يُسر من الإيمان أضعاف ما يبدي

أرى الله في مصرَ الجديدة كلما ... رأيت بها الأزهار تنظم في عقد

أرى الله فيها ما أردتُ ومن يعشْ ... كعيشي بها يقرُب من الصمد الفرد

حُلوليةٌ تزدار قلبي وخاطري ... فيحيا بها عقلي ويقوى بها عَقدي

أكان الحلوليون يرأوْن ما أرى ... من الحسن في قرب من الله أو بعد؟

أمرَّ زمان فيه (مصرٌ جديدةٌ) ... بها فارس يأوي إلى فرس نهدِ

أحبُّك يا مصر الجديدة فاسمعي ... نشيدي ولا تصغي إلى شاعر بعدي

تعالوْا تروْا قلبي على ما عهدتمُ ... وفاءً إلى غدر وصفحاً إلى حقدِ

أنا العيلم العجّاج بالرفق والأذى ... أضل أحبائي إذا شئت أو أهدي

بقايا من الرُّوح المريد تعودني ... فأرتدُّ صبّاً جائر الرأي والقصد

أُحبكُم؟ ماذا أقول؟ لقد صَحَا ... فؤادي وأبصرتُ الطريق إلى الرُّشد

عواطف جالت في ضلال كأنها ... بوارق في جُنح من الليل مسودّ

عشقتكم؟ قد كان ذلك وانطوت ... صحائف خطتها يد العبث المردى

فلا تذكروا عهدي بسخطٍ ولا رضاً ... تناسيت أو أنسيت ما كان من عهدي

أضاليل أزجيها لنفسي عُلاَلةً ... عسانيَ أطفئ ما تَضرَّم من وجدي

وكيف التناسي كيف؟ ما أكذَبَ المنى ... إذا حدثتني بالخلاص من القيد

<<  <  ج:
ص:  >  >>