هو الحب؟. . لا. . بل نداء الحياة ... تلبيه أجسادنا الضامئة
يخفّ دمي لصداه الحبيب ... وتدفعني القدرة الهازئة
قلوب تلذّ بتعذيبها ... غرائز عانية عارمة
صحت من خُمار ملذاتها ... تعنِّف أهوائها الآثمة
هو ابن السماء. ولكن ... من النقص تركيبه والتمام
صناع الطبيعة بل صنعها ... فمنا دمامته والوسام
يسفّ إلى حيث لا ينتهي ... ويسمو إلى قمة لا ترام
ويسقى بكأس إلاهية ... مرنَّقة بالهوى والأثام
(من الخاتمة)
غدا تدرج الروح في طيفها ... وما الطيف للروح إلا قناع
سترقد في غورها الذكريات ... وتوقظهن السنون السراع
وتمشي لحاضرها في الحياة ... بمصباح ماض خفي الشعاع
وكم نبأت كالحديث الجديد ... وما هو إلا القديم السماع
من الخير والشر إلهامها ... مقادير تجري بهن اليراع
ما أحب هذا الشعر وأسرعه إلى القلب واللب! وما أنفسه في الأدب! ثم إنه قريب إلى المعقول على نظريتي الحياة في الفلسفة العلمية: النظرية الروحية والنظرية الآلية!
فقد فطر الإنسان على غريزتين أصليتين، تعمل أحدهما على حفظ الفرد وتعمل الأخرى على حفظ النوع، وهذه هي علة التجاذب القاهر بين الرجل والمرأة، ولو بطل عملها لا نقرض النوع
والجسد مكمن الغريزة، أما الروح فهي مجمع الملكات السامية من المخيلة والشعور أو الوجدان والعقل والإرادة؛ وهي مبتدعة القيم الأخلاقية العالية والشعر وجميع الفنون
والإنسان يسف بغرائزه الحيوانية، ويسمو بملكاته الروحية؛ وقد تدرج بها إلى إنسانيته الحاضرة في مراقي أطوار غابت معالمها في غياهب الدهارير. ولاحظ الآدمي في حين من الدهر طواه الماضي السحيق أن هذه الملكات التي يتفوق بها على الحيوان تذهب مع الروح، وإن من فارقته روحه بقي جثة هامدة من اللحم والدم لا تلبث أن تنحل؛ ولذا قيل