(أحمل مظلتك والسماء صاحية، وادخر مئونتك وجوفك شبعان) و (الجمال لا يوقع الرجال في الشرك، إنما هم الذين يقعون فيه) و (لا تشتم امرأتك في المساء وألا نمت وحدك!) و (المرأة الشائهة والخادمة الغبية كنزان لا يقومان) و (لا ترسل الباز حتى تبصر الأرنب) وهكذا في عشرات من الأمثال
وربما كان الصينيون في طليعة الأمم التي هانت فيها أقدار المقاتلين وعظمت أقدار الحكماء والنساك، ولهذا تتواتر عندهم الأمثال التي تدل على نفاسة الحكمة وصعوبة الحصول عليها من قبيل قولهم:(الذهب له ثمن والحكمة بغير ثمن) وقولهم: (طالب العلم كالصاعد في وجه التيار إن لم يتقدم فهو منحدر)
وقولهم:(خذ الخمر قطرات والحكمة جرعات!) وقولهم: (المعرفة كنز يتبع صاحبه حيثما ذهب) وقولهم: (العلماء ذخائر الأمم) وقولهم: (من علمني يوما فهو أبي مدى الحياة)
وقد اشتهروا كذلك بالسكن إلى حياة الأسرة وجيرة الوطن، فحفلت أمثالهم بالتغني بالبيت والوطن؛ واجتمع أفضل ما قالوه حول هذا الغرض في مثلين نموذجين أحدهما قولهم:(لا يخلو البيت من راحة ولا خارج البيت من تعب) وقولهم: (لتكن حسناء أو شوهاء فهي بلادي. وليكن قريبا أو غير قريب فهو أبن وطني!) وربما زادنا علما بقوام البيت عندهم قولهم: (الزوجة لفضيلتها والخليلة لجمالها)
ومن نماذج السخرية المطمئنة في أمثالهم قولهم:(بائع البطيخ يقول أنه حاو!) وقولهم: (كلب ينبح على شيء، وألف كلب تنبح على نباحه) وقولهم: (نولد ولا نحضر معنا شيئاً، ونموت ولا نذهب بشيء) وقولهم: (الغراب أسود هنا وأسود في كل مكان) وقولهم: (إذا خلقت السماء آنسانا فله طلب لا محالة!)
وهم قديرون كالروسيين أو قديرون كعامة الشرقيين، فليس أكثر في أمثالهم من التسليم للقدر وقلة الجدوى في خلافه على تعدد في اللفظ وتوحد في المعنى، كما يقولون، وفيه شيء من سخريتهم:(يقول الإنسان هكذا هكذا وتقول السماء ليس كذلك ليس كذلك!) أو يقولون: (ما يبرمه القضاء لا ينقصه إنسان) أو يقولون: (من خلق للسعادة فلا يعجل وراءها) أو يقولون (كل كأس وكل لقمة مقتدرتان لفم، لا يأخذهما غيره)
ولا نهاية للمواضع والمناسبات التي يستشهد فيها ببعض هذه الأمثال الصينية التي يخطئها