للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وعادتْ نواعمُ أيامه ... سنينَ من الدأَب المنصِب

وعُذِّبَ بالعلم طُلابهُ ... وغصُّوا بمنهله الأعذَب

والمجال يضيق عن تشريح هذه القصيدة، القصيدة التي قال فيها شوقي:

وكم منجب في تَلقي الدروس ... تَلَقّى الحياةَ فلم يُنجبِ

فأرجو أن يلتفت إليها المتسابقون، لأنها من غرو الشوقيات

قصائد سورية

في المقال السالف نصصنا على السر في اهتمام شوقي بأخبار سورية ولبنان، فلنذكر اليوم أن الشعر تحدث عن سورية في قصائد جياد، منها القصيدة التي تحدث فيها عن الشهداء في سبيل الاستقلال:

بني سوريةَ التئموا ليومٍ ... خرجتم تطلبون به النزالا

سلوا الحرية الزهراء عنا ... وعنكم هل أذاقتنا الوصالا

وهل نِلنا كلانا اليومَ إلا ... عراقيب المواعد والمطالا

عرفتم مهرها فمهرتموها ... دماً صَبَغ السباسب والدغالا

وقمتم دونها حتى خضبتم ... هوادجها الشريفة والحجالا

دعُوا في الناس مفتوناُ جباناً ... يقول: الحرب قد كانت وبالا

أيطلب حقهم بالروح قومٌ ... فتسمع قائلاً ركبوا الضلالا

ومنها القصيدة الأموية، وقد أشرنا إليها في المقالة الماضية. ومنها القصيد الذي لا يطاوله قصيد، فما نظم شاعر أروع مما نظم شوقي في (نكبة دمشق)، ولا ارتاع شاعر كما ارتاع شوقي لنكبة دمشق:

لحاها الله أنباءً توالتْ ... على سمع الوليِّ بما يَشُقُّ

يفصِّلها إلى الدنيا بريدٌ ... ويجملها إلى الآفاقِ بَرقُ

تكاد لروعة الأحداث فيها ... تخال من الخرافة وهي صدق

وقيل معالم التاريخ دُكَّتْ ... وقيل أصابها تَلفٌ وحَرْق

ألستِ دمشق للإسلام ظئراً ... ومرضعةُ الأبوَّة لا تُعَق

وفي هذه القصيدة يقول شوقي في وصف ما صنعت النكبة بنساء دمشق:

<<  <  ج:
ص:  >  >>