فأيجاب في هدوء: لن أجد في المعتقل هذا السيجار (وكان في يده سيجار)
فقلت: لن تكون شاعر مصر الوطني وأنت أسير هذا السيجار البغيض!
عريضة اتهام
الغرض من هذه الدراسات هو إرشاد المسابقين إلى إدراك السرائر من الكتب المقررة لمسابقة الأدب العربي، وأنا قلت أن حافظاً تخاذل عن الثورة فلم ينطق بحرف، ونحن في مقام التاريخ وهو مقام يوجب الصدق، فلينظر المتسابقون في ص٨٧ بالجزء الثاني من ديوان حافظ، ليروا أن قصيدته التي نظمها عن مظاهرة السيدات في سنة ١٩١٩ لم تنشر إلا في سنة ١٩٢٩، ومعنى ذلك أنها كتمت نحو عشر سنين!
أتريدون الحق؟
لقد نسيت تلك القصيدة في ذلك الوقت إلى جماعة من الشعراء منهم الأستاذ محمد الهراوي، ولم ير حافظ أن يصحح النسب، لئلا يقال أو يقال!!
هزائم فظيعة!
بعد عودة شوقي من منفاه حاول أن يتصل بالقصر من جديد، فحبر القصائد الطوال في مدح الملك فؤاد، ولكنه نسى أن الملوك لا يعرفون غير القلب البكر، فهم لا يأنسون بمن استأنسوا لسواهم في أحد العهود
كان الملك فؤاد غاية في الجبروت العقلي، وكانت عيناه أحد من عيني النسر الظامئ، وكان يحب أن يكون عرش مصر أعظم العروش، ولهذا بخل بالرتب والألقاب، إلا أن تكون جزاء على خدمة قومية تستحق التمجيد
وكان للشاعر شوقي تاريخ في شؤون الرتب والألقاب، فصد عنه الملك فؤاد، ولم يجد عليه بأي انعطاف
وهنا سنحت الفرصة للشاعر حافظ، فماذا صنع؟
أراد أن يؤلف جماعة من الشعراء يسميهم (شعراء القصر) فلم يظفر بغير الإخفاق
دعاني حافظ ذات يوم إلى موافاته بقهوة النيوبار ليحدثني في مسألة خصوصية، وكان