(آئب، الصواب أن يكتب بالهمزة بعد المد على قاعدة إبدال عين فاعل، لمعتل فعله همزة، وهي قاعدة مطردة لم يستثن منها حرف واحد بالإجماع. وقد عد في المغنى من اللحن قول الفقهاء: (بايع) بالياء غير مهموز. ولا عبرة بما كتبه الشيخ نصر الهوريني في مطالعه، حيث ذكر في صحيفة ٤٨ (من الطبعة الأولى وص ٧١ من الطبعة الثانية) حكم الهمزة المكسورة المصورة ياء، وقال هناك:(نعم، إذا كان قبلها ألف نحو آبل وآيس وآيب، تبدل ياء حقيقية بمقتضى القياس الصرفي في نظير ما قالوه في جمع ذؤابة على ذوائب، حيث لم يجمعوه على أصله ذائب. وقد ورد من حديث الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: آيبون تائبون عابدون. ولم يروه أحد بالهمزة) انتهى لفظه بحروفه وهذا كله خطأ مخالف للقياس والرواية، فلا يجوز التعويل عليه. ونحو ذوائب في جمع ذؤابة مما شذ عن القياس، والشاذ لا يقاس عليه. والدليل على صحة ما قلته من إثبات همزة آئب وتحقيقها قول النابغة:
تطاول حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذي يرعى النجوم بآئب
وقول ابن زيابة:
يا لهف زيابة للحرث الصابح فالغانم فالآئب
وقول تأبط شراً:
فأبت إلى فهم وما كدتُ آئباً
وقول الأخنس بن شهاب:
تطير على أعجاز حوشٍ كأنها ... جهام هراق ماؤهُ فهو آئب
ونحو هذا كثير مما أجمعوا على روايته بالهمزة فقط. وكتبه محققه محمد محمود لطف الله به. آمين.
إلى (آمين) هو كلام الشيخ الشنقيطي العلامة الأكبر، وهو في الوقت نفسه يرد على الشيخ حسين والي. وقد ورد كلامة مثل كلام الشيخ الهوريني في ص١٩٢ من الطبعة الثانية من كتاب الإملاء فلا حاجة لنا إلى نقله على غير جدوى.