الشيخ أحمد فارس الشدياق، فقد تكلم عليها وعلى مواطنها من الكلم في كتابه (غنية الطالب) المطبوع في قسطنطينية سنة ١٢٨٩ في ١٣ سطراً لا غير. ونحن ننقل هنا نصه ليطلع عليه من لا يملك الكتاب. وهذه هي وقد جاءت في آخر ص٣١ وبلء ٣٢:
(إن كانت الهمزة في الابتداء كتبت بصورة الألف دائماً نحو أنصر وأضرب وأكرم. وإن كانت متوسطة ساكنة كتبت بحرف يجانس حركة ما قبلها، نحو: يأس وبؤس وبئس. وإن كانت متحركة وما قبلها ساكن نحو: يسأل ويلؤم وييئس، لغة في ييأس بمعنى يقنط، أو كانت متحركة وما قبلها متحرك نحو سأل ولؤم وبئس
وإذا كانت متطرفة، فإن كان ما قبلها متحركاً كتبت بحرف حركته نحو: قرأ وقرئ وقمؤ. وإلا فتكتب من دون حرف، نحو وبلء وجزء
وإذا وقعت همزتان ثانيتهما ساكنة قلبت ألفاً لينة وكتبتا بصورة المد نحو: آمن أصله أأمن على وزن أفعل. وأهل الغرب يكتبون الهمزة منقطعة وبعدها ألف نحو ءامن. وكذلك إذا وقع بعد الهمزة ألف نحو: المآكل جمع مأكل
وإذا اجتمع همزتان متحركتان، جاز لك أن تفصل بينهما بألف نحو آأنت أم أُمْ سالم. أما ماضي مهموز اللام المثنى فيبقى كتبهُ بألفين نحو قرأا
وللهمزة أحكام كثيرة قد أختلف فيها أهل الرسم؛ ولو أنها رسمت من الأصل بصورة معلومة خاصة بها، لما نشأ من هذا الخلاف) انتهى كلام الشدياق
والسوريون المعاصرون، والعراقيون واللبنانيون جروا ويجرون على هذه القواعد المذكورة هنا، وهي أيضاً قواعد الحريري والخفاجي والآلوسي والشدياق، ولا يخالفونهم في شيء
وإذا كان ثم من يجاري كتاب وادي النيل، فهو لأنه تعلم في مدارس أبناء مضر من المصريين، وطالع أشعارهم فخالف بذلك أهالي وطنه وعلماءه، من عهد غير بعيد
والآن، وقد بسطنا كل ما يهم القارئ في هذا الموضوع فهل يستطيع الأستاذ البشبيشي أو غيره من العلماء أن يأتي لنا بنص صريح يرتقي إلى أربعمائة سنة أو تدوينها وفيه نلغي رسم الهمزة وحدها في حشو الكلمة في أي حال من الأحوال، ويكون النص لعالم ثبت ثقة يعتمد عليه. فإننا نتحداهم حاق التحدي!
يا سيدي الأستاذ البشبيشي، إننا نعلم العلم اليقين، أن أسلافنا العرب كانوا فلاسفة إجلاء في