معها بالموت أو العذاب، لأنها حاجة فردية شعبية لا حيلة فيها للحرب وضروراتها ولا للسطوة وطغيانها. فلا بد من التنفيس أو الانفجار
قال فيما رواه من تلك النوادر إن مدير مصلحة الوقاية نصح إلى الناس أن يبكروا بالنوم أول الليل قبل موعد الطائرات المغيرة. فكان أناس منهم يستمعون نصحه وأناس يؤثرون السهر وانتظار الموعد وهم أيقاظ
فإذا انطلقت زمارات الإنذار أقبل اللاجئون إلى المخابئ يحي بعضهم بعضاً بمختلف التحيات
أسعد الله صباحكم!. . . تلك تحية الذين بكروا بالنوم فلما استيقظوا تبادلوا التحية التي تعودوا أن يتبادلوها عند اليقظة
أسعد الله مساءكم!. . . تلك تحية الذين لم يناموا بعد، فهم يتبادلون تحيات السامرين في المساء
هيل هتلر!. . . تلك تحية الذين ناموا من أول الحرب، ولا يزالون نائمين. . .
وقال إن أهل برلين يزعمون أن هتلر وجورنج وجوبلز ركبوا طيارة فسقطت وهلكوا. . . ومن الذي نجا؟. . . الشعب الألماني
وربما كانت فكاهة الموقف أدعي إلى السخر من الفكاهة التي يخترعها المخترعون
فمن ذلك ما سمعه المراسل من بعض أهل (كولون) وأكد صدقه، وهو عجيب لولا أن الحروب لا تخلوا من عجيب
قال: إن الكساوى الرسمية قد كثرت في البلاد الألمانية أثناء الحرب حتى تعذر التمييز بينها
فمن ذلك أن ضابطاً من سلاح الطيران البريطاني تلكأت به طيارته على مقربة من كولون فهبط على الأرض ودخل إلى المدينة يائساً من النجاة لتسليم نفسه، وتوقع أن يقبض عليه الشرطة أو من يصادفه من رجال الحكومة فلم يقبض عليه أحد ممن رأوه، بل كانوا يقفون له ويتلقونه بالتحية ويخلون له الطريق فاطمأن بعض الاطمئنان
وكانت معه ورقات من عملة النقد الألمانية يحملها الضباط الطيارون عادة كلما حلقوا فوق ألمانيا، فخطر له أن يمضي بعض الوقت في دار للصور المتحركة ريثما يتفق له ما هو