أحدهما مُفْض إلى الموت والثاني موصول بالسلامة محفوف بالنجاة والعافية؟. . .
٢ - أين السليط من (السالاد)
يقول العلامة الكبير الأستاذ وحيد الأيوبي في إجابة له عن معنى السليط - الزيت -: (أرى أن منه ما يقال له (سلطة) بفتحتين. . وقد يوهم هذا الكلام أن ثمة علاقة لفظية أو معنوية بين الأصلين العربي والإفرنجي؛ وتسجيلاُ لرأيي في هذا الموضوع أقول:
جاء في قاموس القرن العشرين - الإنجليزي - في شرح مادة ما خلاصته أن هذه اللفظة تطلق على مركَّب غذائي يتألف من عدة نباتات غير مطبوخة كالخس والهندباء والخردل والجرجير والبصل والطماطم وغيرها. . . تقطع جميعاً وتعالج بالملح والخل وأصناف التوابل. . .
وثمة نوع من الزيت - زيت الزيتون خاصة - وعصارة لبعض الأفاويه المعروفة، يستعملان في (تهيئة) هذا الإدام المشار إليه، ولذا يطلق عليهما اسم - أو - فهذا كل ما وجدناه من علاقة بين الزيت المعروف ومدلول كلمة أما السليط في اللغة العربية فهو - كما ورد في القاموس - (الزيت، وكل دهن عُصِر من حّبّ) ولا يخرج إلى معنى غير هذا. . .
ومن ثم يتضح انقطاع العلاقة في المعنى بين الأصلين العربي والأجنبي، كما يتضح لنا انقطاع العلاقة اللفظية بينهما أيضاً، إذا عرفنا أن كلمة الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية بمعنى ملح. وواضح أن كلمة (سّلَطة) في لهجيتنا العامية تحريف لأحد هذه الألفاظ الأعجمية تسرب إلينا بحكم المخالطة؛ فهي لا تمت إلى الأصل العربي بأدنى سبب
ومن الغريب أن الاستعمال المجازي لهذه الكلمة جرى في اللغة العربية وفي غيرها مجرى متقارباً؛ فمن معاني السليط عندنا: الشديد، والحاد من كل شيء، والرجل الصخّاب (والمرأة سليطة). . . ويسمى الإنجليز أيام الشباب الهوجاء التي ينقصها الحنكة والتجارب
على أن هذا التشابه الذي أوجدته الصدفة المحض بين الأصلين - في لفظهما وفي معناهما الحقيقي أو المجازي - لا يحول بيننا وبين أن نقرر تمامَ انقطاع الصلة بينهما؛ إلا أن يُثبت لنا أحد الأدباء بدليل قاطع وجود علاقة بين الأصلين العربي واللاتيني، وهذا ما لا نستطيع الجزم به. . .