لأدارة الجامعة المصرية، وإنما أهلته لهذا المنصب مزايا كثيرة، منها انه من كبار مفكرينا ومنها انه من أحد الرجال القلال الذين يعنون بتربية الأذواق، ومنها انه منوع الثقافة بحيث يستطيع أن يشترك في الأحاديث التي تتصل بجميع الكليات
ثم اذكر أن معالي الدكتور عبد الواحد الوكيل لم يترك دروسه في كلية الطب بعد أن صار وزير الصحة العمومية، فهل يقع هذا إلا من رجل صقلته الروح الجامعية؟
قولوا الحق واعترفوا بان لكلية الطب مذاقا غير مذاق مدرسة الطب، مع الاعتراف بما لمدرسة الطب القديمة من أمجاد سيحفظها التاريخ
ثم يجيء القول عن مدرسة الهندسة بعد أن صارت كلية، ومعلوماتي عن هذه الكلية قليلة، لأني مهندس معاني، لا مهندس مباني
ومع هذا يصح الحكم بان الجامعة خلقت كلية الهندسة خلقا جديدا، فقد وجهتها إلى مرامي جديدة، حين أوحت إلى أبناءها أن يشتركوا اشتراكا فعليا في اكثر الأعمال الهندسية، وكانت من قبل وقفا على خلائق ليس لها في هذه الديار انساب
ولنفرض أن كلية الهندسة لم تأت بجديد، فهل تنسون أنها تبالغ في اختيار الطلاب؟
ألم تسمعوا أن صدقي باشا عجز عن إلحاق أحد أبنائه بكلية الهندسة مع انه استطاع حل البرلمان؟
وسلطان الجامعة من هذه الناحية ليس اعتسافا، وإنما هو تعبير عن القوة الذاتية المصرية
ثم يجيء القول عن كلية الحقوق، وهي وريثة مدرسة الحقوق، ولطلبة مدرسة الحقوق القديمة تاريخ صوره شاعرنا حافظ إبراهيم حين قال:
وكيف يضيع للطلاب حقٌ ... وهم في مصر طُلاّب الحقوق
وما كادت مدرسة الحقوق تصبح كلية حتى اهتدت إلى أن لها غرضين أساسيين هما جملة الرأي فيما تتسامى إليه من كرائم الأغراض
الغرض الأول هو البرهنة على أن اللغة العربية قديرة على الإفصاح عن دقائق القوانين. وأنا لا أتحيز لوطني أن قررت إننا سبقنا جميع البلاد العربية إلى التأليف الجيد في مختلف فنون التشريع
أما الغرض الثاني فهو معاونة الشعوب العربية على استرداد الثقة بالفقه الإسلامي، وهو