- هي أمطار عنيفة مزلزلة تفاجئ العراق في بعض أيام الشتاء
- فهمت فهمت!
- ماذا فهمت يا باشا؟
- فهمت أن هذه الحلوبة تقع على قلبك في الصيف لا في الشتاء
- نعم، وبهذا تتم المعجزة في الحياة العراقية!
ثم عاد حمد باشا فقال:
- أيطول هذا المجلس؟
- أي مجلس؟
- المجلس الذي يدور فيه الغزل بطريق العلانية!
ثم التفت فرأيت الجارم بك يوغل في التنكيت، ورأيت الدكتور عزام يروي أشعاراً، فأخذت بذراع الفلانة وانصرفت
ولكن إلى أين؟
إلى الفندق الذي تقيم به مع خطيبها العراقي، وكانت حدثته عني أحاديث شوقته إلى أن يراني
- دكتور، أنت الذي سميت هذه الفتاة ليلى؟
- وأنا الذي علمتها كيف تكتب أسمها بحروف عربية
- وترى أن أقترن بها؟
- وأرى أن (تتطوق) بها؟
- ايش لون؟
- تلك عبارة مصرية، ستفهمها بعد حين
ولم أدر ما جد في الدنيا بعد ذلك اليوم، وإنما أذكر أني تلقيت خطاباً من (ليلى المريضة في باريس) تقول فيه: قتل السيد رستم حيدر، وكان النصير الأوحد لخطيبي، فما الذي ترى في مصيره ومصيري؟