يكون نصف إله لا نظير له بين البشر، والضجر من طول ما عبد، والملل من النصر، عقدت إلى الأبد هذا الوجه الجميل الصافي. وإن أوزيريس القاضي بين الأرواح ليس أكثر منه عظمة ولا هدوءاً
إلى جانب فرعون، يرقد فوق المحمل أسد خاص به، ماد إلى الأمام مخالبه كأنه تمثال أبى الهول فوق قاعدته، ولكنه يطرف بعينيه الصفراوين.
يصل هودج فرعون بالعربات الحربية لزعماء المغلوبين حبل، وهم مقودون خلفه كأنهم حيوانات ذات مقاود، وإنهم بهيئتهم الحزينة الوحشية، قد جمعت مرافقهم بالعصائب، ويكونون منظراً شنيعاً، ويهتزون بغير نظام كلما اهتزت عرباتهم التي يقودها حوذيون من المصريين.
بعدئذ تأتى العربات الحربية للأمراء الشبان من الأسرة المالكة، ويجر هذه العربات خيول من جنس أصيل وهيئة جميلة، وسيقان دقيقة، وأقدام كثيرة الحركة، وأعراف منظمة، ويسرج كل اثنين منها معاً، وقد زينت رءوسها بالريش الأحمر. وعلى جباههما يلمع المعدن وفى فمها شكيمة منه. ويستند إلى كواهل الحصن عريش منحن ذو حلقات متفرقة، وعلى كل حصان ميثرتان عليهما كرتان من النحاس اللامع، يجمعهما نير دقيق منحن إلى الداخل، ويكمل سرج الحصان بحزام وسير صدري مخيط، ومزخرف زخرفة كثيرة، وجلال عليها خطوط كثيرة زرقاء وحمراء، ولها هداب وخمل؛ فسرج الحصان متين جميل خفيف.
أما العربة فمطلية بالأحمر والأخضر، ولها صفائح وأنصاف كرات من البرنز تشبه وجه الدرع، وهى مجهزة بكنانتين كبيرتين موضوعتين بانحراف، إحداهما تحوي حراباً والأخرى سهاماً، وعلى كل وجه أسد منحوت مذهب، مخالبه ساكنة، وفمه مفتوح كما لو كان يزأر ويبغي الوثوب على الأعداء.
ويلبس شباب الأمراء على رءوسهم شريطاً يضم شعرهم، ويلتف عليه الثعبان الملكي نافحاً أوداجه، ويرتدون قميصاً مزخرفاً لدى العنق والأكمام زخرفة باهرة، ويحيط به لدى الخصر منطقة من الجلد يربطها مشبك من المعدن، قد حفرت عليه نقوش هيروغليفية، ويعلق بهذه المنطقة خنجر كبير، حافته مثلثة من النحاس، ويده مضلعة تنتهي برأس صقر؛