للعدالة بين طبقات الأمة، وراحة لضمير فئة خصصت حياتها لخدمة العلم والدين ولغة العرب.
فالأزهري الحديث يطلب المال كما يطلبه غيره، ليعيش بكرامته، وينعم بخيرات بلاده كما ينعم غيره
وإذا كانت الدول تنفق الأموال الطائلة، على الدعاية التي لم تتحقق ثمرتها بلا مقابل - فالأزهر أكبر دعاية لمصر في الشرق والغرب، بل هي دعاية محققة الفائدة، بل قد يكون من القضايا المسلم بها، أن مصر لم تتزعم العالم الإسلامي والشرق العربي إلا بفضل الأزهر. فليس بمستغرب إذن أن ينفق عليه للإصلاح، بسخاء من غير مقابل!
وممن يطلب المال؟ يطلبه من حكومته العادلة الرشيدة، التي آلت على نفسها أن تصلح شأنه، وأخذت على عاتقها أن تمكنه من أداء رسالته العلمية الدينية، وأن توجه عناية خاصة إلى الوعظ والإرشاد.
وهذا التمكين وتلك العناية، لا يقومان إلا على أساس المال وهاأنذا أرسم الخطة التي أرجو أن يسير عليها الأزهر في عهده الجديد؛ لتكون منهاجاً واضحاً لمن يريد الخير والإصلاح لهذه الجامعة الدينية الكبرى. مصدراً ما أورده هنا عن تجارب الماضي وعبره.
رسالة الأزهر الجديدة
هي بذاتها رسالته القديمة، مضافاً إليها ما يلي:
١ - تأليف الكتب العلمية للدراسة. وهذه عقدة العقد في إصلاح نظام الأزهر، وأعتقد أن كل إصلاح لا يحل تلك العقدة، لا يؤتي ثمرته المرجوة، ولا يحقق آمال المسلمين
كتب الأزهر الحالية في شتى العلوم، مجموعات كبيرة من المتون والشروح والحواشي والتقارير، فهي حقاً ثروة علمية هائلة، جمعت كنوز العلم، وميادين الفكر، وعصارات العقول. لولا ما فيها من حشو لا تسيغه أذهان الناشئين، ولا يتفق وكثرة العلوم التي لا غنى عنها للطالبين.
ألفت تلك الموسوعات في زمن غير زماننا، ولرجال غير رجالنا. هم عملوا، وعلينا أن ننقح ما عملوا؛ لأن ما عملوه لا يروج إلا في سوق الأزهر ومعاهده، ونحن نريد بضاعة علمية من التأليف، تروج في سوقنا، وتغزو سوق غيرنا، في مصر وفي غير مصر من