بوضع الموجزات في القواعد والتطبيق، كما يفعل بعض الزملاء.
صلة المدرس بالحياة
قبل أن أواجه مشكلات التعليم أفصِّل مسألة شغلتني منذ أعوام، وهي مسألة القلق الذي يساور المدرسين من الوجهة المادية، وهو في رأيي قلق يبشر بالخير، ولا ينذر بالشر كما تعوَّد بعض الناس أن يقول.
لو أحصينا مطالب المدرسين لرأيناها في الجملة متصلة بالمطالب المعاشية، فهل يكون في هذه الظاهرة برهان على أننا نواجه عصراً أفضل من العصور الخوالي؟
أنا أقول بذلك، ولا يؤذيني أن أرى مدرساً يرجو أن تنصفه وزارة المعارف ليعيش في رخاء
ولكن هذا الكلام يحتاج إلى شرح، فلنقدم الشرح:
كان التعليم من أعمال الكهَّان والأحبار والرهبان، وحيوات هؤلاء كانت مريحة، لأن الجمهور كان مسئولاً عن تزويدهم بما يشتهون، فلم يكونوا في احتياج إلى مزاولة أعمال المعاش.
يضاف إلى ذلك أن التعاليم التي كان يقدمها أولئك الأقوام إلى الناس كانت ترمي إلى غاية أخروية لا دنيوية، فكان من المعقول أن يعيشوا عيش الزهاد ليفلحوا في أداء رسالتهم الروحية.
أما التعليم في هذه الأيام فله غاية تخالف تلك الغاية، هو تعليم يراد به فهم الحياة الواقعية ليكون أداة من أدوات التملك والاستيلاء
نحن نعلم أبناءنا ليسودوا في دنياهم، ولا نرضى لأبنائنا أن ينتظروا الثواب من المحسنين ولو كانوا في سماحة الأنبياء
نحن نرجو أن تكون يد أبنائنا هي العليا بفضل التعليم الصحيح. نحن نحب لهم أن يتسلحوا بأسلحة العصر الحاضر، عصر النضال والصيال، ونكره أن يذلوا باسم الزهد في الدنيويات
ومن الذي يوحي إليهم تلك المعاني؟
أهو المعلم المترهب الذي ينتظر إفضال المفضلين؟ إن فاقد الشيء لا يعطيه، والمعلم الذليل