لا ينشئ تلاميذ أعزاء يجب أن يكون المعلم ابن زمانه بالقول والفعل، وأخلاق هذا الزمان لا تمنح العزة لمن يعيش بفضل الصدقات
كانت غاية المعلمين من الرهبان أن يخلقوا طوائف جديدة من الرهبان، وكان التشرد في أقبح صوره يجد من يسمه بوسم التوكل على الله، فأين نحن من تلك الغاية العجفاء؟ إنها منا بعيد
وإذن يتحتم أن يكون المعلم رجلاً موصول الأواصر بالمنافع الدنيوية، ليوجه تلاميذه إلى المنافع الدنيوية
يتحتم على المعلم أن يدرك ما في الحياة من تعقد واشتباك، ليروض تلاميذه على مغالبة ما في الحياة من تعقد واشتباك
كان المعلم راهباً، وقد بقيت من هذه النزعة بقايا نجدها في بعض البيئات، ولكنها لا توائم العصر بأي حال
يجب أن تُسبق الأبوة الروحية بأبوة حسية. . . ومعنى هذا أني أرى أن المدرس لا يعرف حقوق تلاميذه عليه إلا إن كان له أبناء
المعلم الحق في هذا الزمان هو المعلم الذي يعيش كل العيش، فيكون له مصالح تفرض عليه أن يفهم الاتجاهات المختلفة في هذا الجيل
والعيش على هامش الحياة عيشٌ ضائع، ومن عاش كذلك فليس بأهل لأن يخلق ذوق الحياة في صدور التلاميذ
وأين التلميذ الذي يحترم أستاذاً فقير الجيب؟
الأصل أن تقول لتلميذك: تعلم لتكون في مثل جاه أستاذك؛ والجاه في هذا الزمان يُجرح بأيسر بادرة من بوادر الإفلاس
والأصل أيضاً أن يكون العلم تاج المنافع. . . فإن افتقر العالم فسيكون افتقاره شاهداً على أن قوة العلم هباء في هباء.
وهنا مشكلة تستحق الدرس، وهي تحديد المراد من العلم، فما هو العلم المنشود؟
هو العلم الذي يمنح صاحبه السيطرة على ناصية هذا الزمان
هو علم العصر الحديث، ولو تمثَّل في فهم أساطير الأولين