ولكن ماذا في القصر المسحور من أقوال صاحب (شهرزاد) التي تؤكد رأيه في هذه الفتاة التي ظلمها، وفي أبطالها الذين ظلمهم كما ظلمها، والتي تؤكد آراءه المريبة في المرأة خاصة، وفي الناس بوجه عام؟! أقرأ إذن في الصحيفة الحادية عشرة بعد المائة هذا الجزء من الحوار مكتوباً بقلمه:
توفيق - دخلنا منطقة الكلام الفارغ الذي لا تحذقه غير المرأة
طه - (صائحاً): استغفر الله استغفر الله!
شهرزاد - (لطه) دعه! فإن عداوته للمرأة سوف تكلفه ما لا يطيق.
ثم ارجع إلى هذا الحوار لتسمع توفيقاً يقول:(إنه من فصيلة لا تغرد إلا فوق أطلال نعمة ذاهبة وآثار هناء ضائع!)
واقرأ بعد هذا في الصحيفة الثالثة والسبعين بعد المائة:
القاضي - ما أقوالك؟
شهريار - أقوالي: أن هذا قد قذفني بالباطل وافترى عليّ كذباً وزوّر واقعة لم تكن، فقد جعلني دّيوثاً، أدخل على شهرزاد فأجد عندها العبد فلا أقتله ولا أشرب من دمه!
توفيق - (مهتاجاً) كنت تريد أن أجعل منك قاتلاً سفاكاً يشرب الدماء؟ نعم، لقد آذيت وجرمت وأسأت إليك، إذ لم أجعلك كما كنت تريد مخلوقاً سخيفاً
ثم اقرأ في الصحيفة التي تليها هذا الحوار:
قمر - (وقد سأله القاضي عن أقواله) أقوالي يا سيدي القاضي: أن هذا المتهم قذفني وحط من قدري، فلقد جعلني أقتل نفسي من أجل امرأة، في الوقت الذي يخرج فيه العبد من مخدعها وينكشف لي إثمها ودنسها
وبعد. . . فالكلام الفارغ (في نظر توفيق) لا تحذقه غير المرأة. . . وعداوة توفيق للمرأة ستكلفه (باعترافه) ما لا يطيق. . . وتوفيق لا يحسن التغريد إلا فوق أطلال نعمة ذاهبة وآثار هناء ضائع. . . أي أنه رجل مظلم الطبع ذو مزاج سوداوي حالك منقبض متشائم. . . ومن هنا عداوته للمرأة وقلة ثقته بها. . . ومن هنا تجريحه لتلك الصورة التي افتن في خلقها لشهرزاد الخالدة الكاتب العبقري الأول القديم الخالد. . . ثم إن توفيقاً ينطق بنفسه شهرياراً ليشكو مما افترى عليه وزور، حينما جعله ديوثاً - وابحث أنت في المعاجم عن