للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تغييرها، وإن عاد البريد الأوربي إلى نظامه السابق وعادت الصحف الأوربية والأسبوعية إلى نطاقها الأول:

تلك عادة القراءة في الكتب وحسبانها في حاجات الحياة العصرية ومطالب المجتمع المهذب، فإنها عادة قد تتأصل في مصر كما تأصلت في البلدان الأوربية على كثرة الصحف فيها واتساع صفحاتها وتنوع موضوعاتها

ويزيد هذه العادة تمكيناً أن يتيسر ورق الطباعة من مصانع وطنية توالي مصر وبلاد الشرق القريب بما هي في حاجة إليه؛ فإن رخص الورق يغري بطبع الكتب الرخيصة التي تقبل عليها جميع الطبقات، ولا سيما إذا اجتمع لها إغراء الرخص وإغراء الموضوعات

أما الاستفادة من الإقبال على القراءة في زمن الحرب خير فائدة مستطاعة فذلك موقوف على معنى الفائدة التي نرمي إليها

فإن كانت فائدة الريح فسبيلها أن تعطي (جمهور القراء) ما يشتهيه من الموضوعات التي يحسبها جديرة بالقراءة قيمة بالفائدة

وإن كانت فائدة الثقافة فسبيلها أن تعطي جمهور القراء ما هو في الواقع محتاج إلى علمه، وإن لم يخطر له ذلك

ومما لا شك فيه أن جمهور القراء يحتاج إلى كثير، وإن كثيراً مما يقرأه لا حاجة به ولا غناء فيه، وإن الوقت قد حان لتزويده بما يحتاج إلى عرفانه من أحوال العالم اليوم وأحوال العالم بعد نهاية الحرب، إلى زمن طويل

فبين الموضوعات التي كانت مهملة أكبر إهمال يعاب على أبناء الحضارة في العصر الحاضر، موضوع المشاكل الاجتماعية والسياسية في قارة أوربا، وفي البلاد الغربية على الإجمال

فقلَّ جداً في مصر وبلاد الشرق القريب من كان يتابع هذا الموضوع ويعرف ما ينبغي عرفانه من أطوار الفكر وصراع الدخائل الاجتماعية في كل أمة من الأمم وارتباط ذلك جميعه بمقاصد الحكومات ومقاصد الزعماء الذين يقبضون على أعنة تلك الحكومات أو على أعنة الهيئات السياسية

<<  <  ج:
ص:  >  >>