للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الحياة؟

وخلاصة القول أن الغاية من التعليم هي إثارة الشوق إلى فهم الوجود، وتنمية المواهب تنمية تغني التلميذ عن الدرس بعد حين، وتجعل منه روحاً يتطلع إلى السرائر الكونية، والحقائق الوجودية، تطلع المتشوف إلى إدراك ما عاب عن الأسلاف، ولو كانوا من فطاحل العلماء

وكمية المعلومات ليست بالغاية العالية، وإنما الفهم الصحيح هو الغاية، ولو تعلق بأقل مقدار من المفهومات

وتصحيح غلطة واحدة في علم من العلوم أدل على قوة الذاتية من استيعاب جميع العلوم

ونظم خمسة أبيات نظماً صحيحاً فيه روح الشاعرية يدل على قيمة الفتى بأكثر مما يدل حفظه لجميع الدواوين

المهم هو إيقاظ روح الفكر عند التلميذ، بأن نجعل جميع الدروس وسيلة إلى هذه الغاية، ولن يتم ذلك إلا إذا استطعنا أن نشغل روحه وفكره وعقله بتعقب ما يرى وما يسمع تعقب الشغف والاشتياق

دخل تلميذ مصطفى كامل على الوزير علي مبارك وحاوره بأسلوب غير مقبول، فقال الوزير للتلميذ: اقرأ هذه اللوحة لأعرف مقدار ذكائك (وكانت طرة كثيرة التلافيف عجز عن قراءتها التلميذ)

قال الوزير: أنت لا تجيد غير الصياح!

فقال التلميذ: هل يتفضل الوزير فيخبرني عن عدد السلالم التي يصعدها كل يوم إلى مكتبه هذا منذ أعوام؟

فقال الوزير: التحدي تافه ولكنه معقول

والواقع أن التعليم لا يثير التطلع إلى استكشاف المجاهيل، ولا ينقل خيال التلميذ من أفق إلى آفاق إلا في أندر الأحوال. . .

عمل المدرس لا يتجه إلى تقديم الحقائق، وإنما يتجه إلى إيجاد الحقائق عن طريق التلاميذ. وأريد أن أقول إن المدرس لا يُخبر ولكنه يستخبر، إلى أن يعرف من تلاميذه الخبر اليقين، وكأنه به من الجهلاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>