تفضل الكاتب الكبير الأستاذ عباس العقاد فخصني بكلمة نقدية في مجلة الأثنين، وهي كلمة تؤيد رأيي في مذهبه الأدبي. . . ألم أحدثكم أن منطق العقاد يستقيم في جميع الشؤون إلا فيما يتصل بزملائه من الأدباء المصريين؟
إن لي في أدب الأستاذ العقاد آراء صحيحة لم تتأثر بتحامل المعاصرين بعضهم على بعض، وقد أثنيت على أدبه في ظروف لا تسمح بأن ينتظر مني أي ثناء، فقد تخاصمنا وتعادينا في آماد وآماد، ثم كانت العاقبة أن أعترف بجهاده في الحياة الأدبية، وأن أذكره بالجميل حين يستأهل الجميل
قال الأستاذ عباس العقاد: (إن الدكتور زكي مبارك أقل الكتاب شخصية في حياته الكتابية وإن أسلوبه الكتابي معروض لتوقيع من يشاء)
فبأي منطق وبأي حق يقول الأستاذ العقاد هذا الكلام الغريب؟
هل يستطيع أن يدلنا على كاتب يضع اسمه على كتاب (النثر الفني) أو كتاب (التصوف الإسلامي) أو كتاب (عبقرية الشريف الرضي) أو كتاب (ذكريات باريس) أو كتاب (اللغة والدين والتقاليد) إلى آخر ما أخرجت من المؤلفات؟
ثم يقول الأستاذ العقاد ما نصه بالحرف:
(الدكتور زكي مبارك حضر الأزهر والجامعة المصرية وجامعة باريس، ولكنه لا يمثل الأزهر ولا الجامعة المصرية ولا جامعة باريس)
وهذا كلام يسرني، وإن أراد به العقاد إيذائي، فأنا أبغض الاستعباد للمعاهد والمذاهب، وأعتقد أن أدبي سيعيش بعد أن تصبح تلك الجامعات خبراً لا تعيه ذاكرة التاريخ
زكي مبارك هو زكي مبارك كما قال العقاد، وهي أصدق كلمة قالها العقاد، على كثرة ما صدق في أحكامه الجوائر على أدباء هذا الجيل
قد يقول الأستاذ عباس العقاد كما قال الدكتور طه حسين: إن شخصية زكي مبارك المؤلف قوية كل القوة، وإنما الخلاف في شخصية زكي مبارك الكاتب
وأقول إن هذا ظلمٌ من الدكتور طه والأستاذ العقاد، وأنا أتحدى هذين الرجلين بكتاب (ليلى المريضة في العراق) فهو آية من آيات البيان
وما رأي الأستاذ العقاد في المقالات التي أنشرها بمجلة الرسالة من أسبوع إلى أسبوع؟