أيظنها مقالات معروضة لتوقيع من يشاء، كما يقول؟
مجموعات الرسالة تشهد بما أملك من قوة الذاتية، وهي أيضاً تشهد بأن أسلوبي أقوى من أسلوبه وأبلغ، وبأني أحلق في آفاق لا يصل إليها ولو استمسك بأوهام الخيال. والعقاد يعرف في قرارة نفسه أنه لا يقدر على مجاراتي في أي ميدان
وما رأي الأستاذ العقاد في القصائد التي نشرتها بمجلة الرسالة؟
هل يستطيع أن ينظم مثلها في أي غرض؟
أنا أتحداه أن ينظم قصيدة مثل قصيدة (مصر الجديدة) أو قصيدة (الإسكندرية) أو قصيدة (بغداد)
العقاد شاعر كبير، ولكنه لا يستطيع أن يكون أشعر مني، وله أن يحاول مصاولتي في ميدان الشعر إن أراد
قال الأستاذ العقاد: (زكي مبارك الكاتب لا يستغني عن زكي مبارك بحال من الأحوال، إذا استغنى المؤلفون عن أنفسهم في بعض الأحيان)
وهذا حق وصدق، وهو الدليل على ما أملك من قوة الذاتية؛ وإذا استغنى العقاد عن نفسه فأنا لا أستغني عن نفسي، لأنها أثمن ما أملك
أما بعد فما الذي دعا الأستاذ العقاد لمناوشتي بمثل ذلك التحامل الذي لا يليق بمن يكون في مثل منزلته الأدبية؟
وما عدوانه على كاتب ذكره بالخير في أكثر ما أنشأ من المقالات والمؤلفات؟
رأيي في العقاد لن يتغير بأي حال، فهو كاتب وشاعر وناقد ومؤلف، وسأزكيه عند قرائي بلا بخل وبلا إسراف، ولكني أرجوه أن يتذكر أن له صديقاً يكره أن يكون من المطففين
إن كان الأستاذ العقاد رأي بفكره الثاقب أني سأتلطف في الرد عليه فقد صدق فيما رأى، فما أستبيح الهجوم على رجل يحمل القلم منذ أعوام تجاوز الثلاثين، وقد تشارفت الأربعين، أطال الله في حياته وأسبغ عليه نعمة الصفاء
الطبيعة المصرية
وأراد الأستاذ العقاد أن يحكم بأن الدكتور هيكل كاتب لا يثب إلى الآفاق العالية ولا ينقض إلى الأغوار العميقة، فجعل ذلك وفاء للطبيعة المصرية، طبيعة الأرض التي يرويها النيل