هي مجموعة أشخاص يتعرضون لما يتعرض له سائر الناس في المعاملات الفردية والاجتماعية، ومن حقهم أن يعاملوك بالعدل في الإساءة كما تحب أن يعاملوك بالعدل في الإحسان
وما هو المجتمع؟
هو تلك الخلائق المبثوثة في القرى والمدن والأسواق، وهي على تنوعها العجيب قد تلتقي في المشاعر والعواطف من حين إلى حين
وقد نخطئ فنتوهم أن تلك الخلائق تعجز عن تعقب العيوب فيمن لا يرى فيها غير العيوب
والمصلح في الجيل الجديد سيُسأل أمام ضميره عن تجسيم المحاسن الأصيلة في المجتمع، وهي سر التماسك الاجتماعي، وبفضلها استطاع المجتمع المصري أن يقهر مصاعب كثيرة عانتها مصر من جيل إلى جيل
وخلاصة القول أني أدعو إلى محاسبة النفس قبل محاسبة الحكومة والمجتمع، وأرجو أن يؤمن كل فرد بأنه حجر الأساس في بناء الحكومة وبناء المجتمع، إن صحت النية على أن نكون من رجال الأخلاق
ظرف المكان
في يوم واحد ظهر لي مقال في مجلة الرسالة ومقال في مجلة الاثنين رداً على الأستاذ عباس محمود العقاد؛ ومع أن المعاني واحدة أو كالواحدة في المقالين فقد اختلف الأداء كل الاختلاف، فما السر في ذلك؟
يرجع السر إلى ظرف المكان، فقد بدا لي العقاد في (الاثنين) وهو خصم، وبدا لي في (الرسالة) وهو زميل وما أبعد الفرق بين الخصم والزميل!
قال قائل إن اللطف الذي بدا في مقال الرسالة بدد العنف الذي ظهر في مقال الاثنين. وأقول إني لا أندم على كلمة الخير بأي حال. وليس في نيتي أن اصطنع العنف في معاملة زملائي، إلا أن يحرجوني. والرجل الغضبان يستبيح ما لا يباح
وأنا مع ذلك أشعر بفداحة الخسارة في العراك الذي ثار بيني وبين الأستاذ العقاد؛ فلا هو