أقام الفرع المدرسي لمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية حفلته السنوية لتوزيع الشهادات على طلابه المتخرجين، وكان أطرف ما في برنامجها الحافل فاصل تمثيلي غنائي عنوانه (ابن السماء) من كتاب (أرواح وأشباح) للأستاذ الشاعر علي محمود طه، وضع ألحانه وموسيقاه الفنان الدكتور محمد شرف الدين، وتولى إخراجه الفنان عثمان أباظة، ومثله طلاب المعهد، فكان تأثيره على النظارة عجيباً دعا القائمين على شئون الفرقة المصرية أن يفكروا في إخراج هذه الملحمة الجميلة على مسرح دار الأبرا الملكية لتكون أروع إخراجاً وأبرع تمثيلاً وأكمل عدة؛ وهي فكرة موفقة نرجو أن يصاحبها العزم حتى تصل إلى دور التنفيذ.
كلمة أخيرة أيضاً في ضبط الخلاف بين العربية والعامية
قرأت ما كتبه الأستاذ الفاضل عبد الحميد عنتر في العدد (٥١٤) من مجلة (الرسالة) الغراء، فوجدته يعتمد في إبطال الاقتراح المقدم إلى المجمع اللغوي في ضبط الخلاف بين العربية والعامية على أنه يخالف الضابط الذي أجمع عليه العلماء منذ ١٣٦٢ عاماً هجرياً، ويقوم على رأي جديد متطرف لا يعتد به لخروجه على ذلك الإجماع، وما كنت أظن أن مثله يفوته أن صاحب الاقتراح يعرف أن رأيه يخالف ما أجمع عليه العلماء قبله، ولكنه يؤمن مع هذا بما قاله الأُولُ: كم ترك الأول للآخر. وبما قاله الإمام علي رضي الله عنه: لا تكن ممن يعرف الحق بالقائلين له، اعرف الحق تعرف أهله
وقد كان إجماع العلماء القدماء على أن العناصر البسيطة أربعة، فلم يمنع هذا مخالفة المتأخرين لهم، وأن يثبتوا أن هذه العناصر الأربعة مركبة لا بسيطة ' وأن العناصر البسيطة لا تحصى ولا تعد. وبعد فإن ذلك الاقتراح ليس فيه إلا مخالفة ذلك الإجماع، ولا شك أن هذا لا يجعله من الاستحالة في شيء.