الرسالة قصة آدم وحواء، هدية لطيفة من صديق عُرف أهله بلطافة الأذواق
دخل العصفور المنزل بعد الغروب، وهو يغفو بعد الغروب، ولكنه استيقظ حين بهره نور الكهرباء، فتلفّت حواليه تلفّت المتأمل، عساه يتعرف إلى مأواه الجديد
وانتظر الأطفال تغريده في الصباح، وكانوا سمعوا أنه يستقبل الصباح بالتغريد، ولكنه آثر الصمت، كما يصمت كل غريب!
وبعد يومين بدأ يرسل تغاريده بقوة أغنت الأطفال عن صلصلة (الُمنّبه) وحببت إليهم انتظار تباشير الصباح
كانت حياة هذا العصفور في طعامه عجباً من العَجب، كان طعامه حبّات تُشبه حبات البرسيم، ومع هذا كان يقزقزها قزقزة غريبة فيفصل القشور عن اللباب في لمحات وهو يتناول الغداء، وكانت هذه المهارة من طرائف ما ترى العيون. . .
كان مُقامه في مدخل البيت، وهو مكان يواجه هواء الشمال، ويشعر من يقيم فيه بقسوة الشتاء، فاقترحت أن يقيم ساعتين من كل صبُحيه بشرفة الغرفة الشرقية، وهي مأوى في الشتاء
فرح العصفور بالشمس فغرّد وغرّد، والتفتُ فرأيت جماعة من العصافير تحيط بالقفص لتستمع بالحفلة الموسيقية، الحفلة التي تُقدم كل صباح بالمجان!
عند ذلك أشرت بأن يبقى العصفور في تلك الشرفة ساعات من كل يوم، إكراماً لهذه العصافير المرهفة الأحاسيس!
ثم وقع ما لم يكن في الحسبان، فقد سُمع صراخ العصفور، سُمع من الدور الأول وهو يصرخ بشرفة في الدور الثاني، مع أن التليفون لا يسمع في الدور الأول إلا بتوصيله كهربائية تمنح التليفون لقب الهتّاف
أسرعت الروح التي تهيمن على البيت لتعرف سبب الصراخ فرأت صقراً بسط جناحيه على قفص العصفور، وأخذ ينقره من جانب إلى جانب، والعصفور يعلو ويهبط في ذهول، فلطمت الصقر لطمة قهرته على الفرار، ثم أنزلت العصفور إلى مكانه بالدور الأول، بعد أن ترك الصقر برأسه جرحاً صار في صورة (الشوشة) التي تزدان بها رءوس بعض الشبان