١ - وقف الحجاج على منبر الكوفة فقال:(والله لأحزمنكم حزم السلمة، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل)
٢ - ووقف مارا الفرنسي يدافع عن نفسه بعض التهم التي جزاؤها الإعدام فقال في شجاعة نادرة لهيئة القضاة التي تحاكمه:(لقد كان هذا رأيي يعرفه من اتصل بي أو قرأ لي، ولقد كنت أصدر الآراء مشفوعة بتوقيعي، مصحوبة بإقراري. وما أنا ممن يخشون الجهر بآرائهم. وإذا كنتم أنتم لا تفهمون ذلك ولا تعرفونه عني فتباً لكم وسحقاً)
وإذا اقترنت شجاعة الخطيب الأدبية بحسن القريحة وسرعة البديهية وحلاوة النادرة كان ذلك أوقع في نفوس السامعين وأشد تأثيراً فيهم. وللمستر لويد جورج الخطيب الإنجليزي المشهور في ذلك الميدان مجال أي مجال
حدثوا أنه كان يخطب مرة في الحكم الذاتي فقال: سنعطي الحكم الذاتي لكندا وسنعطيه لايرلندا وسنعطيه لـ. . . ولم يكد يكملها حتى قال رجل من السامعين. . . لجهنم فرد عليه لويد جورج قائلاً: هو ذاك. يعجبني أن يتذكر كل إنسان وطنه
وقد يكون في بعض السامعين للخطباء من يغمزهم بكلام أو يتعرض لهم بملام. وهنا تظهر مقدرة الخطيب على سرعة الرد وحسن الدفاع ومواتاة الجواب. فقد حدثوا أنه وفد جماعة من العرب على كسرى وفيهم من السادة الخطباء من انتهى إليه الشرف وبلغ السيادة في قومه والمنزلة في قبيلته. وأخذ كل منهم يتكلم بما يعرف لإبانة ما للعرب من فضيلة. حتى انتهى الدور إلى الحارث بن ظالم فأجاد الكلام وأحسن الدفاع. فقال له كسرى: من أنت؟ قال: أنا الحارث بن ظالم. قال كسرى: إن في أسماء آبائك لدليلاً على قلة وفائك وأن تكون أولى بالغدر وأقرب من الوزر! قال الحارث: إن في الحق مغضبة، والسرو التغافل. ولن يستوجب أحد الحلم إلا مع القدرة. فلتشبه أفعالك مجلسك
وخطب الوفود هذه من الخطب السياسية التي لا يغفل شأنها. وقديماً استعملها النعمان بن المنذر ليدفع عن العرب ما رماهم به كسرى وما تجناه عليهم، وليعلمه أن العرب على غير ما ظن أو حدثته نفسه. فاختار جماعة من خيارهم فيهم أكتم بن صيفي وحاجب بن زرارة والحارث بن عباد وقيس بن مسعود والحارث ابن ظالم. فتكلموا ودافعوا عن مآثر