للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

السبب فيما نتمتع به من الخيرات. لا تنسوا أن العكارة هي في الأصل عناصر نباتية والحيوانية، وإن سكت عنها الأطباء في القديم والحديث

ثم ماذا؟ ثم أمضى إلى نهاية الشوط فأقول:

ما الذي يوجب أن تكون الرسوم الهوامد من أسباب الإيحاء، إلى الشعراء؟

وتذكروا الفاعلية والقابلية، لتعرفوا أن الرسم الهامد لا يخلو من حياة، وهل يوحي الأموات إلا وهم في بعض أحوالهم أحياء؟

الناس في جميع العهود يؤمنون بالعين، أو يخافون العين، وتلك أسطورة معروفة عند بني إسرائيل، وعنهم نقلها أكثر شعوب الشرق، وما سميتها أسطورة إلا تلطفاً مع العلم الحديث وإلا فهي حقيقة من الحقائق، فعين الحاسد يصدر عنها شعاع محرق، شعاع يحسه الحاسد نفسه، كما نص بعض القدماء، وهذا الشعاع يسلم الرجل إلى القبر، والجمل إلى القدر، كما جاء في بعض الأحاديث المنسوبة إلى الرسول

قال يعقوب لبنيه عند دخولهم عاصمة مصر لذاك العهد: (يا بنيّ لا تدخلوا من باب واحد، وأدخلوا من أبواب متفرقة) فما معنى هذه الوصية؟ قال جماعة من المفسرين: إنه خاف عليهم عيون الحاسدين

ولنفرض أن الحسد خرافة في خرافة، وأن الجاهلين افتروا على النبي محمد والنبي يعقوب، فكيف تفشت تلك الخرافة في اكثر الشعوب؟

هل تصدر الخرافات بدون أصل؟

إن كان ذلك فحدثوني عن سر التوافق بين المصريين والفرنسيين في هاتين العبارتين:

إن خاف المصري الحسد قال: عين الحسود فيها عود. وإن خاف الفرنسي الحسد قال: إلمس الخشب

فما معنى هذا التوافق العجيب في الفكرة والصورة؟

هل كان المصريون والفرنسيون يدركون قيمة الخشب في دفع باس الكهرباء؟

هذه والله إحدى العجائب

المهم هو أن أقرر بصراحة أن ليس في الوجود شئ ميت، وأن القرآن حين قال: (يخرج الحيّ من الميت) لم يكن يريد الموت المطلق، وإنما كان يريد الموت الاصطلاحي، وهو

<<  <  ج:
ص:  >  >>