الحالة التي لا تتمثل فيها خصائص الحيوان والنبات من الإحساس والنماء
وما هو الموت إذا أريدت حقيقة الموت؟
إن كان الموت هو الفناء فلا فناء
قال القرآن المجيد: (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد) ومع هذا فالله لن يتركنا أبداً، فالكتب السماوية صريحة في أنه سيردنا إليه، للثواب أو العقاب، وعلى هذا لن يكون الموت لغير غفوات قصار أو طوال
ثم ماذا؟ ثم أسأل عن التفسير الصوفي لعبارة (يخرج الحي من الميت) وهو تفسير سكت عنه أساتذتي في التصوف، ومن حقي أن أتأدب بأدبهم فأدير الحديث بالرمز والإيماء
الميت في التصوف هو الإنسان الفاني، والحي في التصوف هو الإنسان الباقي، ومن فضل الله على عباده الفانين، أن يجعل منهم عباداً خالدين
فإن قيل: وكيف يخرج الله الميت من الحي على الطريقة الصوفية؟ فأنا أجيب:
الحي في هذه المرة هو الدنيوي المفتون، وسينتقم الله منه فيجعل ميتاً بالعقاب يوم الحساب
أما بعد فهذه كلمات لم أرد تفنيد ما قال ذانك الطبيبان الفاضلان، وإنما أردت أن أقدم إلى قرائي حقائق تعتلج في صدري، وهي حقائق متصلة بالشروح التي أيدت بها نظرية وحدة الوجود
لا موت ولا فناء
فاسمعوا كلامي واعتقدوا أن في مقدور كل مخلوق أن يظفر بالخلود إن أراد جاهدوا لتحيوا، فلا حياة بدون جهاد
لا تكونوا صحراوات لا يترقرق فيها غير السراب، وإن كان للصحراء حياة تتمثل في قدرتها على تفويت ألوان السراب كل شئ حي، حتى الصحراء التي تبدع السراب، فأين من سمع قبل اليوم أن الصحراء تؤيد غناها الموهوم بتلك الأحابيل؟
وكيف يكون غنى الصحراء غنى موهوماً وهي لا تقل في الثروة والمناعة عن البحر المحيط؟
أنا لا أخاف عليكم الموت ولا الفناء، لأني أنكر الموت والفناء، وإنما أدعوكم إلى التسلح بسلاح الفاعلية لا القابلية