الجمال الخطر المتبرج الذي صنعته يد الشيطان، وباركه إبليس الأكبر، فقصر من ذيله، وحسر عن ساقه، وأرسل شعره كالزوابع الهوج تعصف بالقلوب الرطبة، وتزيغ العيون الجائعة، وتحرق العواطف المحرومة. ثم جعله سائباً طليقاً في الطرقات ليهدم ما تبنيه الآداب والأديان والمدارس وليثير غرائز الحيوان فيعود بالإنسانية إلى الغابة
هات يا ألف ليلة الحبيب من جرعتك السحرية فقد طال الانتظار بمعروف المسكين الإسكاف!
لقد ضاق بالشدتين: صنعته وزوجه، فابعث إليه بهذا العفريت من الجن يحمله إلى بلاد الصين، حيث يتزوج من ابنة الملك! وحيث يحمل علاء الدين مصباحك السحري إلى أمه فيرد بأساءها رخاء، ومتربتها هناء وفقرها غني. . . ويطلب إليها أن تخطب عليه ابنة الملك! بالضبط كما تتهيأ الفرصة لمعروف الإسكافي. ولكل بائس محروم يفكر في الناحية الأخرى المقابلة، حيث الفرج والسخاء والرضا، حيث طاقية الإخفاء وخاتم الملك والعصا السحرية ومصباح علاء الدين، حيث الأرض الطيبة، وجنة الأحلام، والطوبى السعيدة الخالية من الآلام. ألا ما أحوج الإنسانية إلى طاقيتك اليوم يا ألف ليلة الحبيب! ما أبدع أن تلبسها لتستخفي من الطائرات والغواصات والطرابيد ومدافع الهاون ومدافع الميدان والمدافع الرشاشة والقنابل اليدوية وقنابل الثمانية آلاف رطل!
إنك إن تفضلت بها اليوم فحملتها على رأسها الذي يضطرب داخله ذلك البركان الأحمق، فإنك تريحها من أبنائها الحمقى، وأطفالها السكارى العرابيد!
إنها تستطيع إذن أن تتخلص من مارس المتوحش الدموي وعماله المتوحشين الدمويين، ومن تلك المجزرة المجنونة التي صنعت في معمل الأبالسة، وأُعدت في جب الشياطين! اخلع عليها تلك الطاقية يا ألف ليلة وليلة لتصل إلى خزائن الأسرار الحربية، فتريحنا من اختراعات الأبالسة، ولتضع مكانها أشباح تيمورلنك وجنكيز خان وهولاكو وأتالاكي تصيح في أوجه الجبارين:(مكانكم، ما هذا الدمار وما ذاك التخريب؟ لقد دمرنا من قبل، وخربنا من قبل، وحرقنا المدائن والقرى. . . ثم دمرنا الزمان وأحرقنا التاريخ، فلم نك شيئاً)
اخلع عليها طاقيتك يا ألف ليلة الرحيم لتصل إلى خزائن البخلاء والمنهومين ومختزني الأرزاق والأقوات، أولئك الذين تركوها تتضور جوعاً وترتعد عرياً،. . . وتذوب من