ما هذه الغطرسة التي يتمتع بها بعض أدباء الغرب؟
وما هذه الهالة التي يحيطهم بها بعض المترجمين؟
أنا أنتظر مساجلة دولية يشترك بها أدباء مصر مع أدباء الفرنسيس والإنجليز والأمريكان والألمان
أنا أنتظر هذه المساجلة في أقرب وقت، ليعرف العالم القديم والجديد مكانة مصر في فردوس الأحلام والعقول
مصر تجد، وأدباؤها يجدون، وهي تؤمن بأن مكانها في الفكر أعظم مكان، فإن كنتم في ريب من عظمتها الفكرية فتعالوا إلى السباق في ميدان الرأي والبيان
عند أوربا وأمريكا مدافع وطيارات وأساطيل، وتلك قوى أنعم الله بها على الأوربيين والأمريكان، والله يخص بالقوة من يشاء
ولكن مصر السلمية لا الحربية تقول إن مكانها في الأدب لا يدانيه مكان، وأنها مستعدة لأعظم سباق في ميادين الروح والوجدان
في مصر اليوم عشرون أديباً من العظماء، على أقل تقدير، فأين الأمة التي تقول إنها تملك من عظماء الأدب عشرين؟
مصر اليوم هي الفكر والرأي، وهي صلة الوصل بين الشرق والغرب، وإليها المرجع في الفصل بين الحقائق والأباطيل
أنا أنتظر مساجلة دولية تقول فيها مصر إنها مصر، ويقول فيها النيل إنه النيل
فتعالوا يا هؤلاء، إلى كلمة سواء!
عتاب!
هو عتاب الطبيب الذي يذكر عند المرضى وينسى عند العافية
هو عتاب الصديق الذي يذكر في البأساء وينسى في النعماء
هو عتاب النهر الذي يشتاق الأرض في الصيف وتنساه في الخريف
هو عتاب من لم يبق له منكم غير العتاب!
وكيف اعتب على من يستغني عن نور القمر بشعاع السراج جربوا حياة العقوق، جربوها، بعد أن جربتم حياة الوفاء لتعرفوا ما طعم الشهد وما طعم الصاب!