غدائره مستشزراتٌ إلى العُلا ... تضل المدارى في مثَّنى ومُرسَل
ثَقُلت عليهم الكلمة فعابوها، مع أن ثقلها مقصود، لأنها بهذا الوصف تمثل ما أراد أمرئ القيس
ولو طاوعناهم لحذفنا من اللغة كل لفظة تعوزها النعومة واللين، وهذا مطمح لن يصلوا إليه، لأن اللفظ الوعر في موطنه مقبول ومنشود
وأنكر الأستاذ لفظة بحرة وقال إنها لفظة لا تعرفها لغة العرب، فليرجع إليها غير مأمور في القاموس المحيط
وأنكر كلمة طبلة. فهل يرى الاستغناء عنها بكلمة طبل؟
وأنكر كلمة بوقة، فهل يرجع إليها في تاج العروس؟
وأنكر كلمة ربعة، فهل يضع مكانها الربع وهي أصغر من الربع؟
وقال إن جمع صناعة على صنائع لم يرد في منظوم الكلام ولا منثوره، فهل يدفع ديناراً على كل شاهد لأظفر منه بمائة دينار أطبع بها كتاب (أدب الشواطئ)؟
أما بعد فإن مصادر الثروة اللغوية عندنا هي ما نطق به العرب في جميع العصور وفي جميع البلاد، ونحن نكره أن يكون محصولنا اللغوي محصول جيل أو جيلين، ونحن مع هذا لا نرحب إلا بالكلمات المأنوسة التي صارت نصاً في الدلالة على أشياء لا يدل عليها بغير تلك الكلمات
الكاتب البليغ والشاعر المجيد هما أعرف الناس بسرائر اللغة، وإليها يرجع الفضل في إقرار الحقائق اللغوية والأدبية ولا يجوز لمن حرم ذوق الشعر والكتابة أن يتعرض للنقد اللغوي والأدبي، فهذا مجال الذوق لا مجال النقل، وبين الذوق والنقل مراحل طوال
ومن علماء البلاغة الذين استباحوا التطاول على المتنبي وامرئ القيس؟
هل قرأتم مقدمات الكتب البلاغية لتعرفوا ما يملك بعض معلمي البلاغة من القدرة على الإنشاء البليغ
قال قائل: إن كتب التاريخ ليست متون لغة، فما رأيه في كتب الفقه الإسلامي؟
أنا أشوف أن كتب الفقه تحوي ذخائر لغوية نفسية جداً، ولعلها أدت للغة خدمات لم تؤدها كتب الأدب الصرف، لأنها أذاعت مرونة التعابير في كثير من البيئات، ولأنها حوت