للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقبر البلقيني معروف بالقاهرة، وهو قريب من قبر الشعراني، عليهما أطيب الرحمات!

قال الأستاذ حماد وقد راعه أن يعرف أني أكتب مقالاً في ظهيرة هذا اليوم القائض: في مثل هذه اللحظة تكتب؟

فقلت لأنها أنسب اللحظات لموضوع هذا الحديث، فما كان أدبي إلا صورة من شعوري بالوجود

قال: متى تزورنا في الإسكندرية؟

قلت: أنا أقضي في الإسكندرية عشرة أيام من كل أسبوع

قال: ولا نراك؟

قلت وهل أزور الإسكندرية لأراك؟

في الإسكندرية ذخائر وجدانية يعرفها من يمشي على قدميه من محطة الرمل إلى المحطة الفلانية، وفي صحبة الروح التي أوحت رسالة (غناء وغناء)، وهل كانت (جنية الشاطئ) إلا مصدر نعيمي وعذابي؟

رواد الإسكندرية غرباء ولست فيها بالغريب، فلي هناك تلك الروح

ومن بينات الحب أنْ كان أهلُها ... أعزَّ على قلبي وعينيَّ من أهلي

رواد الإسكندرية غرباء، أما أنا فإسكندرية داري، بفضل تلك الروح

أيجوز الارتياب في القوة الربانية، ومن أبدعها ذلك التمثال من الجمال؟

تبارك من هذا فنه في تحويل الأنوار إلى شخوص تصافحها القلوب!

أن إبداع الشمس والقمر والنجوم لا يدل على قدرة الله بأقوى مما يدل عليها إبداعه الفائق لتلك الروح، بذلك اللطف الوهاج

وهي آية من آيات الله، آية أعظم من البحر ومن السماء، وأنظر من جميع ما في الوجود

أيكون الله أراد أن يجزيني جميلاً بجميل؟

أيكون الله أراد أن يجعل ثوابي في الثناء عليه بخلق تلك الشواطئ الملاح ثواباً روحيا يمثله تفردي بالسيطرة على ذلك الروح المليح

ومن كان له في الإسكندرية رمال وأمواج، فلي فيها أرواح وأضواء

في هالة ذلك القمر أجد مؤلفاتي ومقالاتي وأشعاري، وأجد حول كل سطر شروحاً تفضح

<<  <  ج:
ص:  >  >>