للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الرسمية، وكان يرجى الخير كل الخير من هذه الفرقة العتيدة التي قضت عليها سياسة قصر النظر. . . تلك السياسة المرتجلة التي كانت تريد أن تجعل من هذه الفرقة مشروعاً تجارياً فلم تعرف لها حقها الثقافي، ولم تعرف لأبطالها مقدرتهم على الاضطلاع بالنهضة المسرحية وحسن استعدادهم لأداء مهمتهم فضربت بهم عرض الأفق، وقبضت عنهم كفها؛ مما نرجو أن نعرض له عند الكلام عن فرقنا التمثيلية. . . ونأمل أن لا يغضب كلامنا هذا أحداً من أبطال التمثيل في مصر، وألا يترك ثناؤنا على زيد غضاضة في نفس عمرو. . . فقد آن أن يكون عمل الجميع خالصاً لخير المسرح

وقصار النظر هم الذين يزعمون أن تمسك المهيمنين على الفرقة القومية باللغة العربية هو الذي قضى عليها. . . بل قضت عليها عوامل أخرى سنعرض لها في حينها إن شاء الله. . . فاللغة العربية يجب أن تكون اللغة السائدة في جميع الروايات المترجمة. أما الروايات المصرية فمسألة فيها نظر. . .

وإليك أيها القارئ بعض الأسئلة التي تتبادر إلى ذهني وذهنك بهذه المناسبة:

هل يجوز أن يدير المعلم (فلان) الجزار أو البواب أو الخادم أو بائع المقانق (السجق ولا مؤاخذة!) حديثة باللغة العربية في زماننا الذي نحن فيه؟

وهل نستطيع أن نخلق جواً كوميدياً (هزلياً) باللغة العربية الفصحى دون أن تنتهي جهودنا إلى الغثاثة والسخف؟

وهل نستطيع الاستغناء في جميع رواياتنا الكوميدية عن لهجتنا المضحكة المرحة من (صعيدي وشرقاوي وبربري وشامي ومغربي؟)

وهل نستطيع الاستغناء عن أمثالنا العامية الفياضة بالحكمة وعن نكاتنا القومية التي لا يعقل أن ترسل بغير اللغة العامية؟

وهل نستطيع الاستغناء عن الفلكلور المصري كله طفرة من غير أن نمنح أنفسنا مهلة ليكون لنا فلكلور آخر لا غنى لحياتنا الأهلية عنه، إلى أن نستعرب تمام الاستعراب؟

. . . ولنسأل أنفسنا هذا السؤال أيضاً:

هل في أوربا أمة استغنت تمام الاستغناء عن لغتها الدارجة في مسرحها المحلي؟

وأحسب أن الإجابة هي بالنفي القاطع عن كل الأسئلة الأولى، ولعل السؤال الأخير فقط هو

<<  <  ج:
ص:  >  >>