الساحر الأول - ماذا يرى جلالة الملك في اجتذاب العاشق الغضبان؟
الملك - آه ثم آه بلاد لا يستقيم فيها شيء بغير الحب والجمال
الساحر الأول - تلك طبيعة بلادك يا مولاي
الملك - وإذن؟
الساحر الأول - وإذن نترضى النيل بصبية مليحة لنروضه على الوفاء
الملك - صبية تغرق فتموت؟
الساحر الأول - إن من يصدق في حب النيل لا يغرق ولا يموت
الملك - وماذا تكون الحال إذا ترضينا النيل بصبية مليحة ثم أصر على الجفاء؟
الساحر الأول - نظرة واحدة من فتاة مصرية تزلزل رواسي الجبال
الملك - وأنا أرفض أن يكون الجمال المصري من أدوات الاستغلال
الساحر الأول - الصبية المنشودة لم تعانق غير أبيها، والنيل هو الأب الأول لجميع الأبناء بهذه البلاد
ثم نادى المنادي في اليوم التالي بأن النيل لن يعود إلا إن ضمن الظفر بعروس خمرية اللون، عروس عيونها عسلية، عروس تؤمن بأن الفناء في الواجب هو طريق الخلود
وبعد يومين تجمعت عرائس تفوق الإحصاء، فما يمكن أن تخلو مصر في أي وقت من عرائس جميلة تعد بالألوف وألوف الألوف. فوقف سيزوستريس وقفة الحيران، في تخير ما يشتهي العاشق الغضبان
ثم التفت فرأى صبية تلقي بنفسها في اليم. وما كاد يتبين هوية الصبية حتى رأى النيل يتناغى بالأمواج في كل مكان
من تلك الصبية؟ لم يستطع أن يعرف، بهذا كانت مصر أول من ابتكر فكرة الجندي المجهول
ومضى سيزوستريس إلى المعبد فترنم بصلوات على روح تلك المليحة السمراء، وسمع النيل صلواته فقال: الترحم لا يكون إلا على ميت، ولا يموت من يكرم النيل
وتسامع المصريون بأخبار سيزوستريس وهو رمسيس الثاني فأقاموا له في كل بلد عدداً من التماثيل، ودام ملكه ستين سنة أو تزيد بفضل عروس النيل