قلت: القمر عندنا معشوق تحجزه الحوريات، وهو عندكم مأسور بأيدي الحوتات المنحوتات، عليهن اللعنات!
فقال السيد عبد الجبار: لقد راعني هدوء الطبيعة المصرية، ففي كل ماء تنق فيه الضفادع بقعقعة مزعجة، إلا ماء النيل
واستطرد الأستاذ الراوي فقال: أراد صوفي أن ينظر معشوقته من ثقب الباب فرآها عارية، ولكنه أنزعج حين رأى ضفائرها تحجب عنه جسدها الوهاج، فصرخ:
يا حوته يا منحوته طلعي قمرنا العالي
قلت: وما شئن الصوفي بالأجساد العارية؟
فأجاب: هل نسيت ما قررته في كتاب التصوف الإسلامي؟ ألم تقل أن الحب الحسي قنطرة إلى الحب الروحي؟ ألم تقل أن الصوفية تبنوا أشعار الماجنين فحولوها إلى خطرات وجدانية؟
فائدة لغوية
قال سعادة الأستاذ الراوي وقد شربنا القازوزة: إن العرب عرفوا القازوزة، فقلت القازوزة التي نشربها كلمة فرنسية أصلها هي في العربية؟ فقال: وردة في قول أحد الشعراء:
أفَني تلادي وما جّمعتُ من نَشَبِ ... قرعُ القوازيز أفواهُ الأباريق
فقلت: هي القوارير بالراء في المطبوعات المصرية، وهي أفصح لأنها كلمة قرآنية. وبعد لحظة قال الأستاذ: المفرد قاقوزة، فقلت: إذن يكون الجمع قواقيز
وبعد العودة راجعت القاموس فوجدت قاقوزة وقازوزة بمعنى واحد وهو المشربة أو القدح أو الصغير من القوارير، وعلى ذلك يمكن أن يكون البيت روي روايتين
وفائدة تاريخية
قال الأستاذ الراوي: سمعت اليوم تعليلاً أعجبني في تسمية شارع الموسكي، فقد حدثني أحد الأفاضل أنه جاء من الكلمة الفرنسية كلمة عربية الأصل معناها المسجد، وسمي الشارع بذلك لأنه يوصل إلى المسجد الكبير وهو الجامع الأزهر