الركوع والسجود، ومحارب لا ينهبت مال الله إلا بين العهود والشهود؟ وما زلت ابغض حال القضاة طبعاً وجبلة، حتى أبغضتهم ديناً وملة)
وكتب في كتاب لم يعجبه إنشاؤه وخطه:(الكتاب وصل، حجم هائل، ليس وراءه طائل، وخط مجنون، لا يدري ألف فيه من نون، وسطور، فيها شطور، دبيب السرطان، على الحيطان، ولفظ أخلاط، لا يدركه استنباط، ولا يفسره بقراط، هذيان المحموم، وهوس الملوم، وسوداء المهموم، وقرأت شطر كتاب لم أدر والله عماذا يعبر، عن أمور سقيمة، أو عن أحوال مستقيمة، لا جرم أني ظننت خيره، ولم أبعد غيره، وجوزت السلامة، ولم آمن ضدها، وذهبت مع الظن الجميل اتفاقاً، ثم ردعت القهقري إشفاقاً، فسألت الله لك المزيد إن كان سلامة والسلام)
وكتب إلى أحد أصدقائه يطلب بقرة:
(وقد احتيج في الدار إلى بقرة يحلب درها، فلتكن صغوفا تجمع بين قعبين في حلبه، كما تنظم بين دلوين في شربه، وليملأ العين وصفها، كما يملأ اليد خلفها، وليزن مشيها سعة الذرع، كما يزين درها سعة الضرع، ولتكن عوان السن، بين البكر والمسن، ولتكن طرح الفحل، رموح الرحل، وليصف لونها صفاء لبنها، وليكن ثمنها كفاء سمنها، ولتكن رخصة اللحم، جمة الشحم، كثيرة الطعم، سريعة الهضم، صافية كالجون، فاقعة اللون، واسعة البطن، وطية الظهر، ممتلئة الصهوة، فسيحة اللهوة، لا تضيق بطنها عن العلف، فيؤديها إلى التلف، ترد الهول ولا تخافه، وتشرب الرنق ولا تعافه، واجهد أن تكون كبيرة الخلق، لتكون في العين أهيب، ضيقة الحلق، ليكون صوتها في الأذن أطيب، وإحذر أن تكون نطوحا أو سلوحا، وإياك أن تبعثها ملوحا أو رشوحا، ولتكن مطاوعة عند الحلب لا تمنع نفسها، ولا تكثر لحسها، وداهية في الرعي، لأقرب سعى، حمقاء على الحوض كالنعجة، لا تأمن من البعجة، ألوفة للراعي الذي يرعاها، مجيبة لصوته إذا دعاها، مهتدية إلى المنزل بغير هاد، ذاهبة إلى المرعى بغير قياد، ولا أظنك تجدها اللهم إلا أن يمسخ القاضي بقرة، وهو على رأي التناسخ جائز، فاجهد جهدك، وأبذل ما عندك).
وهو أكتب ما يكون حين يعظ أو يهجو أو يسخر. وللفكاهة في بيانه مجال واسع به يقول في رسالة شفاعة: (مثلي أيد الله القاضي مثل رجل من أصحاب الجراب والمحراب، تقدم