ينقصني جهلي بمجهودهم فضلهم الأدبي الذي لا يجحد. وأشكر الأستاذ الفاضل محمد عبد الغني حسن تلك الالتفاتة الكريمة الذي تدل على سمو إدراكه الأدبي، والتي تجلت في إشارته إلى أخي الأستاذ باكثير ذلك الشاعر المجد المجاهد الذي تفضل فكتب إلي ليرأب ما انصدع من مقالي، ولسوف أفرغ لدرامة الأستاذ باكثير في فصل أو أكثر من فصل إن شاء الله. وسيرى المظلومون كيف تنصفهم الرسالة في القريب العاجل. أما الأستاذ فوده - ذلك الصديق العزيز - فأستعيذ بالله من (مقالبه!) ومع أني أقر بفضل شاعرنا القاياتي في المنظوم والمنثور فإني آسف إذ لم أسمع عن درامته شيئاً. وأعود فأقول إن جهلي بها لا ينقص من قيمتها، والقاياتي الشاعر، وعماد الشاعر، والناشر الشاعر والصيرفي الشاعر، والأسمر الشاعر، والعشرات من شعراء الإسكندرية والأقاليم، والمئات من شعراء الإلزاميين، ليس هؤلاء وهؤلاء في حاجة إلى الإشادة بذكرهم في مقال لم يقصد منه إلى الحصر ولكن قصد منه إلى التمثيل. . . وأوشكت هنا أيضاً أن يفوتني ذكر الشاعر السيد قطب فتسود معي وقعته أكثر مما اسودت، وهو الشاعر الذي أحب شعره جدا بمقدار ما أمقت نثره جداً. . . متى يا ترى ينهض هؤلاء الشعراء جميعاً بحمل أعباء نهضتنا الشعرية وتزويد هذه النهضة بالدرامات والملاحم؟
٣ - إلى أخي الأديب كمال نشأت
يا أخي لقد ظلمت في كلمتك بيئتنا وظروفنا وأحوالنا وأغلبية شعبنا الذي لم تستثن منه الأقلية المتنورة. . . ولقد ظلمت أيضاً ممثلينا جميعاً فلم تستثني منهم أحداً حين رميتهم بالأمية الشنيعة. يا أخي لقد ألف شوقي رحمه الله دراماته فأقبل الشعب يجمع طبقاته على شهودها وسر منها وتقبلها أحسن القبول، والذين مثلوا تلك الدرامات أحياء غير أموات، وقد بلغوا بتمثيلها الذروة. ولم يكونوا يلحنون أبداً، ولم يكونوا يكسرون الشعر قط، ونحن حين ننكر عليهم تلك الإجادة نظلمهم ونبخسهم بطولتهم التي لو ظهرت في أمة أخرى لرفعتهم إلى عليين ولأقامت لهم التماثيل. . . يا أخي بحسبك ما يشقى به ممثلونا من شقاء مادي فلا تنكل بهم تنكيلاً أدبياً. . . يا أخي لا تنكر أن ممثلينا يوسف وهبي وأحمد علام وزكي طليمات وحسين رياض وفتوح نشاطي وأمينة رزق ونجيب الريحاني وعبد الفتاح القصري ومختار عثمان وفاطمة رشدي وأنور وجدي وغيرهم ممن تضيق تلك الكلمة عن