هو الذي دفع محافظ لندن إلى محاربة التمثيل والممثلين بالقوانين. . . فأصدر تشريعاً صارما يخطر على رجال النقابات والفرق التمثيلية غشيان أبهاء الفنادق إلا بتصريح خاص - قلما كانوا يحصلون منه على هذا التصريح - كما حضر عليهم التمثيل في الميادين والطرقات العامة أو المتنزهات التي ما جعلت في زعمه إلا للراحة والترفيه عن الشعب اللاغب المتعب من عناء العمل؛ وكذلك حضر عليهم التمثيل مطلقاً أيام الآحاد. . . ولم يشأ رجال الفرق أن يشاغبوا جبروت هذا التشريع التعسفي، بل آثروا السلامة، وانتقلوا بقضهم وقضيضهم إلى الضفة الجنوبية من نهر التيمس، حيث لا سلطان لهذا المحافظ الجاهل ولا لتشريعه الخانق عليهم. وهناك استأجر جيمس بربيدج قطعة من الأرض في بلاك فرايرز لمدة إحدى وعشرين سنة وأقام عليها (تركيبة!) من الخشب سنة ١٥٧٦ أطلق عليها اسم (التياترو) فكان هذا أول المسارح الإنجليزية التي مهدت لأعظم مسارح العالم
ثم أنشئ قريباً من هذا المسرح فيما بعد مسرح الكرتين (الستار الذي اشتغل به الشاعر الكبير بن جونسون ممثلاً بسيطاً في صدر شبابه. ولم يكن الكرتين يتمتع بالسمعة الطيبة التي كان يتمتع بها المسرح الآخر، بل كانت العلية تصد عنه وتعتبر الذهاب إليه نقيصة أدبية. . . والظاهر أ، هـ لم يكن يعرض إلا الدرامات الثانوية (روايات الدرجة الثالثة!)، وذلك بالرغم من أنه أخرج درامة شيكسبير الخالدة (روميو وجولييت) سنة ١٥٩٦. وكانت أجرة الدخول في هذا المسرح بنساً واحداً يضاف إليه بنس آخر لمن أراد كرسياً في الأبهاء أو فوق المسرح
ومن المسارح الأخرى التي أقيمت بعد هذين المسرحين الروز (الوردة) والسوان (البجعة)، قريباً من السوان كان يوجد ملعب البير جاردن حيث كان الناس يستمتعون بمشاهدة مروضي الوحوش، وتقاتل هذه الوحوش نفسها ضد بعضها. . . أما مسرح السوان فكان يمتاز من مسرح الجلوب العظيم (الذي سيلي وصفه) بما كان فيه من مسرح إيضافي لتمثيل الروايات التي من طراز (هملت)، وحجرة نوم للروايات الت يمن طراز عطيل حيث تنام ديدمونه، وكان به شرفة لتمثيل روميو وجولييت، كما استعملت فيه الستار لأول مرة لقسمة المسرح وذلك لتبديل المناظر. وكان يحتوي غرفة للممثلين خاصة تتصل