نشأ النبي محمد في بيئة وثنية، فصعب عليه أن يهدي قومه بالمنطق إلى طريق الحق، وكان منافسوه من رهبان النصارى وأحبار اليهود يعيرونه بالعجز عن خلق آية تشهد بأنه رسول
وقد حار النبي محمد في إقناع خصومه بأن الآيات من عند الله، وأنه لا يملك تبديل الأنظمة الوجودية، لأنها من وضع واجب الوجود
وفي يوم من أيام الارتياب مات ابنه إبراهيم، وفي ذلك اليوم كسفت الشمس، فأقبل أعداؤه مبايعين، لأنهم وثقوا بأن الشمس لم تكسف إلا حزناً على موت ابن الرسول
عند ذلك تعرض محمد لمحنة أخلاقية، فهو بين أمرين: الأمر الأول أن يستغل جهل معاصريه فيوافق على أن الشمس كسفت لموت ابنه إبراهيم فيكون من أكابر الأنبياء، والأمر الثاني أن يصدع بكلمة الحق، ولو تعرضت نبوته للضياع
وقف محمد ينادي بأن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وأنهما لا يتأثران بمؤثر، ولو كان من الأنبياء
في تلك اللحظة تناظر أصدقاء محمد عاتبين، فقد ضاعت فرصة لا ينتظرون أن تعود
ولكن محمد لا يبالي غضب أصدقائه إذا خاصموا الصدق
ماذا أريد أن أقول؟
أنا أقول إن محمداً هو القائد الأول في الفكر الإنساني، بهذه اللمحة الواحدة، بغض النظر عما سبقها ولحقها من اللمحات
وإذن يكون القائد الأول للفكر هو محمد لا سقراط ولو غضب الدكتور طه حسين
وما غضب الدكتور طه وما خطره وهو يستوحي جماعة من المؤلفين في تاريخ الفكر عند اليونان؟!
صيال الآراء
أراد الدكتور طه أن يغض من العقلية الشرقية، بحجة أنها خضعت للكهان وللأنبياء. وأنا لا أتزيد عليه، فذاك كلامه، وهو كلام مدون في كتاب طبع مرتين، وتبنته وزارة المعارف بعد مجلة الهلال