السيد مندور الرجوع إلى القاموس أو الاعتماد عليه في شرح كلمة من الكلمات؟ هل ذلك لأن المعلومات التي في تلك القواميس تكون خطأ عادة؟ وكيف يا أخي يصح هذا؟ وكيف يا سيد العروضيين تغفل إنجلترا ويغفل الإنجليز عن هذا الخطر الذي جاء السيد مندور ليكتشفه لهم صبيحة يوم الأحد في السابع من نوفمبر سنة ١٩٤٣؟! تالله لقد نبهتني إلى (قفشة) أقفشها لك، فقد أحسست من ثنايا كلماتك أنك رجعت إلى تلك القواميس كما لم يفعل العبد الفقير إلى الله، لتنظر في معنى بعض تلك (المعميات) كما سميتها أنا رفقاً بالقراء، فلما وجدت القواميس تنصر حقي على باطلك، وتواضعي على ادعائك العريض، عجلت فأردت توهين هذه الحجة التي أقذف الآن بها عليك لتدمغك، بالرغم من درجاتك العلمية الجامعية التي لا أنكرها قط، ولا أقدح فيها قط
اسمع يا صديقي الحميم ما جاء في قاموس القرن العشرين في مادة:
, ,
ومعنى هذا اللغو (في نظر الأخ مندور) أنه بحر (من بحور النظم) يتركب من اثني عشر مقطعاً، ست تفعيلات إيامبية، وقد سمي كذلك من أجل ما استعمل فيه في القصائد الفرنسية القديمة، عن الإسكندر الأكبر وهو البحر الشائع في المأساة الفرنسية
فهل قلنا نحن غير ذلك يا سيد مندور؟ إليكم ما قلناه أيها القراء، مما نقله الدكتور الفاضل بقلمه عن مقالنا:(ويفضل بعض الشعراء البحر الإسكندري، نسبة إلى الإسكندر الأكبر والقصائد التي نظمت فيه من هذا البحر. ويؤثر شعراء المأساة الفرنسيون النظم من هذا البحر إطلاقاً، وهو يتكون من اثني عشر مقطعاً (ست تفعيلات إيامبية مقطعين)
فأينا الذي لم يتحر الدقة ووقع في الخطأ البين كما قال الدكتور مندور الذي نال درجاته العلمية في هذا العلم؟ أينا المخطئ أيها القراء؟ أنا أم قاموس القرن العشرين، أم الدكتور مندور الذي تخصص في أعاريض الشعر قديمها وحديثها؟ على أننا نرجع إلى لاروس - القاموس الفرنسي المحترم - لنرى ماذا يقول هو الآخر: فهو بعد أن جاء بالرواية التي ذكرها السيد مندور، ويضيف إليها أنه يتركب من اثني عشر مقطعاً كما ذكرنا نحن وأنكره الأخ العزيز المتخصص في أعاريض الشعر، يقول: