للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأين الخطأ البين الذي وقعنا فيه يا عالم؟! لعل الأخ مندور - المتخصص في الأعاريض بأنواعها - أخذ علينا نسبة هذا البحر إلى الإسكندر من القصائد التي نظمت فيه من هذا البحر وعدم نسبته بالذات إلى أل ' فاسمعوا يا أصدقائي القراء - وأنا في حاجة إلى تملقكم بهذه النداءات الظريفة - ما تقوله دائرة المعارف البريطانية عن هذا البحر، فهي بعد أن تذكر أنه هو البحر الرئيسي في الشعر الفرنسي، وأنه يستعمل عادة في الشعر القصصي والمآسي والملاهي الرفيعة، تقول عن أصل تسميته:

, ١٣

ومعنى هذا: أنه يوجد بعض الشك بالنسبة إلى منشأ اسم هذا البحر إلا أن أكثرها احتمالا أنه مشتق من مجموعة من الروايات الشعرية ذاعت إبان القرن الثالث عشر، وكان الإسكندر المقدوني بطلها.

فما رأي الأستاذ مندور في هذا الهذيان الذي لغت به دائرة المعارف البريطانية التي اشترك في تصنيفها ساداتنا جميعاً من علماء الأمة الإنجليزية، والذين هم بلا شك أساتذتك وأساتذتي في العروض وفي العلم وفي الأدب وفي ضبط الأعصاب أيضاً! إنهم لم يقصروا تسمية هذا البحر كما فعلت أيها المتخصص في الأعاريض الأوربية التي ذكرت والتي ذكرها لاروس، بل قالوا كما قلنا - نحن الفقراء إلى الله الذين لم نتخصص في هذا العلم، لأنه، وحياة ذقنك، لا يحتاج إلى هذا التخصص أبداً، قالوا إن ثمة شكاً في أصل هذه التسمية، وإن أكثر الروايات احتمالا نسبته إلى ال التي نظمت في الإسكندر المقدوني

فأين إذن عدم الدقة، وأين إذن هذا الخطأ الفاحش الذي تردينا فيه، وأين هو التوهم والإيهام والظلال والتظليل، وما نتخيله من أننا نعرف شيئاً ونحن لا نعرف شيئاً قط؟! عفا الله عن مستر هايد الذي كان يلقي عليك هذه الوقاحات يا دكتور جيكل، في ساعة من ساعات عدم الوعي التي يذكر إخوانك أنها كانت تنتاب جيكل المسكين كلما طار أحد أبراج عقله الجبار. . .

أما تعبيري عن المقاطع بالطول والقصر وأنه لا ينطبق (بسهولة) على العروض الإنجليزي فقد آثرته ليفهمه الشعراء الذين اكتب لهم ممن درسوا أعاريض الشعر العربي ولم يلموا بلغة أجنبية، وسأجعلك تطير من الفرح حينما أنقل لك هنا تفسير أحد القواميس

<<  <  ج:
ص:  >  >>