الذين لا يصدقون مطلقاً، أن ساق حمزة رضي الله عنه قطرت دماً حينما مستها الفأس خطأ بعد دفنه بسنين عددا. . .؟ ثم هذا الحديث الحلو عن زيد بن حارثه الذي يحيك في الصدر منه شيء غير قليل. . .
ولكن لا. . . فالدكتور لا يكتب للعلماء ولا للتحقيق العلمي ولكنه يقص علينا أحسن القصص وأبرعه وأروعه
إذا. . . فقل إن بالهامش أحاديث مكررة. . . إذ يحدثنا الدكتور عن سيد الشهداء حمزة عم النبي حديثاً حلواً طويلاً (ص ١١١)، ثم يعود فيحدثنا عن حديثاً طويلاً كذلك، بعبارات هي نفسها عباراته الأولى تقريباً في فضله عن (نزيل حمص) ص ١٧٩. وهكذا فعل في غير موضع من هذا الهامش. ولكن كيف تنكر أن هذه حسنة وليست سيئة؛ فالحديث الأول كن أكثره عن حمزة، أما الثاني فأكثره عن وحشي. مع هذا فالحديث عن الرسول وعن وأصحابه هو أعذب ما يتحدث به مسلم لمسلم، ولن يضر الدكتور شيئاً، ولن ينقص من كتابه شيئاً كذلك أن تفيض أعداد (الرسالة) الممتازة بمعظم أنباء ما تحدث إلينا به. إذ حسبنا أننا نقرأها اليوم بقلم طه حسين مبتكر هذا الأدب الديني والقصصي في مصر. . . الرجل الذي برهن بكتابه هذا على أن تصريفه لأمور وزارة المعارف لم يصرفه عن رسالته الأولى التي هي الإنتاج الأدبي القيم، كما وهم من وهم. وحسبه أن يخرج في أقل من سنة كتابين من هذا النسق القصصي الممتاز وأرجو أن يخرج الثالث قبل أن يتصرم العام، وهذا الثالث - إن لاق أن نذيع سراً ائتمننا عليه طه حسين - هو (أضياف شهرزاد)، الذي أوشك أن يفرغ منه، أو هو قد فرغ منه بالفعل. . .
ولكن الكتاب كله يوشك أن ينتهي دون أن تذكر لنا علاقة هامش السيرة بالشعر المرسل. . . فأقول. . . سوف أذكر لك تلك العلاقة بعد أن تتدبر معي هذه الأرقام، وهي التي يتألف منها معظم فهرس الكتاب:
فإذا قلت وما علاقة هذا بذاك، قلت لك: اطرح أي رقم سابق من أي رقم لاحق من هذه الأرقام، فإنك تحصل على الرقم (١٤؟) فما معنى هذا؟ أليس يعني أن الدكتور طه يؤلف وفي يده (ترمومتر) وإلا فما معناه أن يستغرق كل فصل من فصول كتابه أربع عشر