فالله نحمد ثم (أيوب) الذي ... أمن الغنيُّ به وأثرى المملق
والشطر الثاني من هذا البيت يصور المجتمع المصري في ذلك الزمان، فقد كانت الغاية أن يأمن الغني سطوات الناهبين، وأن يصل المملق إلى الإثراء
في وصف الأبنية يقول المحيوي:
شيدت أبنية تركت حديثها ... مثلاً يغرِّب ذكره ويشرق
من كل شاهقة تظل تعجباً ... من هول مطلعها الكواكب تشهق
لبس الرخام ملوناً فكأنه ... روض يفوّقه الربيع المغدِق
وَاختال في الذهب الأصيل سقوفه ... فكأنه شفق الأصيل المشرق
يا حسنها والنيل مكتنف بها ... كالسطر مشتملاً عليه المهرق
فكأنها طرف إليه ناظر ... وكأنها جفن عليه محدق
وافاه مصطفقاً عليه موجه ... فكأنما هو للسرور مصفق
وتّجاذبت أيدي الرياح رداءه ... عنه فظل رداؤه يتمزق
وسرى النسيم وراءهن برفقه ... فرفا الذي غدت الرياح تخرق
تلك المنازل، لاَ حديث يفترى ... مما سمعت ولا العراق وِجلّق
ويوم المقياس عند الشاعر هو ثالث العيدين ولكنه عيد لا يذهب الناس فيه إلى المساجد، وإنما يذهبون إلى ملاعب الصبوات
يومٌ تجلَّى الدهر فيه بزينةٍ ... لما غدا المقياس وهو مخلَّق
هو ثالث العيدين إلا أنه ... للهو ليس على العبادةُ يطلَق
جُمعتْ لمشهده خلائقُ غادرت ... فيه رحيب البَرّ وهو مضيّق
وعلى عُباب البحر من سُبّاحهِ ... أممٌ يغضّ بها الفضاء ويَشرقَ
كادت تَبين لهم على صفحاتهِ ... طرق ولكن يفتقون ويرتق
خفت جسومهم لفرط صبابة ... هزت إليك فما خشوا أن يغرقوا
متجردين عن المخيط لأنهم ... حجاج بيتك غير أن لم يحلقوا
طافوا به سبعاً على وجناتهم ... سعياً وأرخا ستره فتعلقوا
ومن هذه الأبيات نعرف أن الاحتفال بوفاء النيل كان يشترك فيه السباحون من فتيان