فتوفيق الحكيم لا يحب إلا المرأة التي تمزق قلبه بالهجر، وتؤرق جفنه بالسهد، وتذوي شبابه الفينان بحرق الغيرة ونيران الشك. . . لماذا لا يتزوج توفيق الحكيم؟ إليك جوابه بقلمه! (. . . إني أدرك لماذا يفتر الحب الملتهب بين الخليلين إذا تزوجا وقد يعود إلى سبق اشتعاله إذا عادا خليلين). . . (أندريه، أندريه، أخشى أن يحطمني المجتمع. . . يحطم الفنان في. . . ربما كان قد حطمني وكسرني. . . ولكني أقاوم. . . منذ أسابيع وأنا أتلقى من أهلي خطابات يغرروني فيها بالزواج. . . ويذكرون لي أسماء لامعة في الثروة والجاه. . . ويتهمونني بالحمق والغفلة والعته إذا خامرتني فكرة الرفض. . . لقد قلت لهم (لا) بأعلى صوتي، وهم مشدهون لا يعرفون السبب)
إنه يقول إنه لن يتزوج لأنه فنان. فهل جميع الفنانين غير متزوجين؟! كلا. . . ولكنه التناقض. التناقض والمودرنزم! هنا عيب توفيق الحكيم يا ساشا! عيبه الذي هيأ له أنه من صنع الشيطان لا من صنع الله، وعيبه الذي يجعله يجفل عن فكرة معصية الله من أجل التفاحة، ومن أجل هذه التفاحة نفسها يعصي الله
أيها المؤمنون لا تغضبوا! وفيم الغضب وهذه طبيعة الفنان! وفيم الغضب ونحن لا نؤمن بما كان يؤمن به اليونانيون القدماء. نحن لا نؤمن بربات الانتقام، أو ال. . ولذلك فلن يخشى توفيق الحكيم كيدهن، وحتى لو أنهن لاحقنه لأنقذه أبوللو منهن كما أنقذ (أورست) منذ ثلاثة آلاف سنة!! أليس أبوللو هو إله الفنون الذي يزعم توفيق الحكيم أنه يؤمن به، وطالما عفر جبينه بتراب هيكله؟
لا تصدقوا أن هذه هي عقيدة توفيق الحكيم، فهو رجل متناقض، لأنه رجل مؤمن. ألم يؤلف (أهل الكهف) وقد أخذ موضوعها من القرآن؟ ألم يكتب كتاباً طويلاً عن محمد؟ ألم يكتب قصة عجيبة عن سليمان أخذها من الكتب المقدسة! إن كنتم في ريب من هذا، فذاكم كتابه (زهرة العمر) الذي يفيض بالدفاع عن الأدب العربي، وعن ألف ليلة وكليلة ودمنة والجاحظ والإسلام. . . لا تراعوا إذا وجدتموه ينتقل فجأة من الكلام عن إعجابه بقصص القرآن إلى الكلام عن بنات الهوى في باريس، فكتبنا العربية قد سبقت إلى هذا الشيء من عدم مراعاة النظير، ففي العقد الفريد يأتي فصل عن المجون المكشوف وأخبار القيان بعد الفصل الذي فيه خطبة الرسول في حجة الوداع. . . وأمثال ذلك كثيرة فلا ضير على