للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن قضايانا نحن فيها تهكم لا يخفى، وكثيراً ما كانت مسألة الأجناس وسوء وضعها ببلادنا تبرز إلى الأمام في أحاديثنا، كما كان كل عامل في حكومة يعجب لموقفنا من حكومة فيشي. ويود العرب واليهود معاً لو يعلمون أهذه التصريحات التي تهتف فيها باسم الحرية إنما تعني كما عنت في الماضي توسعاً في الانتداب والوصاية؟). . . إلى آخر ما قال من هذا القبيل

وعندي أن الصراحة المطلقة في جواب رجل يقابل الأمور هذه المقابلة المفتوحة للنقد والاستطلاع قد كان أنفع وأجدى، وأن المراوغة أو الشكوكية هنا ليست من أمانة الفهم والوطنية وإن عدت من أدب الخطاب، بين السائل والمسئول

ويشبه هذا قوله بعد ذلك: (لقيت باشوات في كل استقبال حضرته، ومنهم كثيرون متزوجون بأجنبيات، وهم من الوجهة الاجتماعية جذابون مرحون، ولهذه الطبقة تماثيل تمتلئ بها الميادين

(ولقب الباشا تراث متخلف من العصور العثمانية، وكان يخلع من قبل على القادة العسكريين أو حكام الأقاليم الذين أبلو في خدمة الدولة، فأصبح اليوم عنوان تشريف

(. . . ولكني حين سألت مضيفاً لي - وكان شاباً مصرياً صحفياً - عن هذا اللقب هل يخلع على أحد لأنه ألف كتاباً عظيماً؟ أجابني: يجوز أن يخلع. . . لولا أنه في مصر قل أن يحفل أحد بتأليف الكتب!

(وسألته: أينال الرجل لقب الباشا لأنه يشتغل بتصوير الصور؟

(فأجابني: ولم لا؟ إلا أن الذين يصنعون الصور في مصر لا يوجدون

(وسألته أيضاً: هل استطاع مخترع عظيم قط أن ينال لقب الباشوية؟ فكان جوابه مرة أخرى أن ليس لدينا مخترعون ولا علم لي بأحد منهم منذ عهد الفراعنة)

فالخطأ هنا من جانبين لا من جانب واحد

لأن المستر وندل ويلكي لا يسأل عن الخطأ في فهم هذه الأمور كما يسأل عنها ذلك الصحفي (المصري) الذي جرد مصر من التأليف والتصوير والثقافة تجريداً يحق لمن يسمعه من (مصري) أن يسبقه في المضمار، وهو غير متهم النيات

ويلوح لنا أن الرجل كان حسن النية باحثاً عن الحقيقة غير متعنت في إنكارها، ولكنه سأل

<<  <  ج:
ص:  >  >>