وهذا شعر، بل سحر، وهو في ديباجة أيدمريه، لا بحترية، لأن الشاعر هنا مفترع لأبكار المعاني وهي مدثرة بأفواف الخيال
الموشحات
نترك للمتسابقين مراجعة ما ألمعنا إليه بإيجاز، لأن الغرض هو التوجيه إلى ما سيرد في أسئلة الامتحان، وهي لم تخرج عن العناصر الأساسية، العناصر التي نشير إليها في هذه الأحاديث
ونواجه مسألة جديدة هي اهتمامه بالموشحات، كالذي صنع في معارضة الموشح الذي مطلعه:
أيها الساقي إليك المشتكى ... قد دعوناك وإن لم تسمع
ولم يذكر جامع المختارات صاحب هذا الموشح، ولكن الأستاذ أحمد نسيم نص في الهامش على أنه من نظم أمير المؤمنين ابن المعتز العباسي
وما قاله الأستاذ أحمد نسيم هو ما كان يقوله جميع مؤرخي الأدب في العصر الحديث، وهو أيضاً ما قلته في الطبعة الأولى من كتاب مدامع العشاق، ولكني بعد ذلك ارتبت في نسبته إلى ابن المعتز فقلت في الطبعة الثانية إنه لأحد الشعراء
ثم اهتديت إلى صاحبه فيما بعد فكتبت عنه كلمة في جريدة البلاغ سنة ١٩٣٤، وهو محمد بن زهر الأندلسي، ومثله موشح ابن بقي القرطبي وأوله:
غلب الشوق بقلبي فاشتكى ... ألم الوجد فلبّتْ أدمعي
أيها الناس فؤادي شِغُف
وهو من بَغْي الهوى لا ينصف
كم أداريه ودمعي يكف
أيها الشادن من علمكا ... بسهام اللحظ قتل السَّبُع
ولا أعرف في هذه اللحظة أي الشاعرين أسبق: ابن زهر أو ابن بقي، لأني أكتب هذا المقال في ليلة مطيرة وفي مكان بعيد من المراجع الأدبية، فليسأل المتسابقون أساتذتهم عن المبتكر والمعارض في هذين الموشحين
والمهم هو النص على أن أيدمر فاز وهو يعارض ابن زهر، فقد استطاع أن يقول: