للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويتألف الفصل الثاني من منظرين. . . من أروع ما وصل إليه خيال شاعر - لا في مصر وحدها، بل في الدنيا قاطبة! وهكذا أقولها غير عابئ بجميع الابتسامات التي أراها الآن ترقص على شفاه الكثيرين من قرائي، وعلى أرنبات أنوفهم!! ومن الخطر الأدبي تلخيص هذا الفصل. . . فهو وحدة فنية كاملة يجب ألا تشوه بالتلخيص. وحسبك أن تعلم أن سفينة أزمردا ترمي في ميناء رفح المصرية قبيل الشروق، وأن أزمردا ينزل إلى الشاطئ وحده فيلقى ربات الرياح الأربع يتواثبن راقصات على الرمال النائمة، فيغريهن بزيارة سفينته ويمنيهن الأماني، فإذا طلبن إليه برهانه أبرز لإحداهن وهي حروازا، ربة ريح الشرق، ياقوتة حمراء تبهر العين وتذهب باللب. . . ثم ينتصر بيان أزمردا، فيرضين بزيارة سفينته آخر الأمر. . .

ونرى في الفصل الثالث جانباً من سفينة أزمردا، فهنا مخدع الشاعر باتوزيس، حيث يوقظه العبد ماتوكا ويقدم إليه طعام الإفطار، ويأخذ معه الشاعر في حديث عن حظوظ بني الإنسان، ندرك منه أن ماتوكا لا يبغي بحياة الرق بدلاً

سفينتي هي الحياة والغد المؤمَّل

قد طاب لي في ظلها العيش وطاب المنزل

ومن كساء سيدي الربان هذا المخمل

ومن شرابه أعل هانئاً وأثمل

أي حياة لي من هذى الحياة أجمل؟

وينصرف العبد، ويدخل أزمردا إلى بهو مجاور وفي صحبته ربات الرياح الأربع فما يلبثن أن يوجسن خيفة ويستربن فتطمئنهم حروازا وتذكرهن أنهن آلهة. . . ويمضي أزمردا ليخبر باتوزيس الذي لا يصدق إلا بعد لأي. . . . فإذا سأله عم يصنع بهن وهن آلهة، قال:

أسخرهن قوى ينتظمن ... شراعي ما قادني مطمعُ

وأغزو بهن منيع الثغور ... وأجني الثراء وأستمتع

فيسأله باتوزيس: أتطمع في ملكوت السماء؟ فيقول أزمردا. . . أو يقول علي محمود طه. . . بيته الخالد الذي هو أثمن من ديوان:

<<  <  ج:
ص:  >  >>